في خطوة غير مسبوقة نشرت الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة قواتها على مداخل المدن الفلسطينية وبالقرب من مناطق التماس مع الاحتلال، للنظرة الأولى ظن الشبان المتظاهرين أن تلك الأجهزة ستقف بجانبهم ضد جيش (الإسرائيلي)، إلا أن ظنهم خاب فور الاعتداء عليهم وتفرقتهم لمنع استمرار المواجهة مع الاحتلال ومستوطنيه.
ففي الوقت الراهن باتت أجهزة السلطة الأمنية والمخابراتية تعتقل أي مواطن فلسطيني يحرض على (إسرائيل) أو يسعى إلى تصعيد الأوضاع في الضفة سواءً كان ناشطا أو غير ناشط في حركات المقاومة الفلسطينية.
وتزايدت التقارير الحقوقية في الضفة، حول اشتداد الحملات الأمنية التي تشنها أجهزة السلطة ضد عناصر المقاومة في الضفة المحتلة لمنع توسع الانتفاضة وكذلك إفشال استمرار أشكال مقاومة ضد الجيش (الإسرائيلي) ومستوطنيه بالضفة والقدس.
ورصدت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة المحتلة، أن السلطة نفذت 300 اعتداء بحق المواطنين خلال شهر أكتوبر المنصرم من العام الجاري 2015.
وأكدت اللجنة أنها وثقت 103 حالات اعتقال 74 منها كانت على يد جهاز الأمن الوقائي، و29 على يد جهاز المخابرات العامة، عدا عن عشرات حالات الدهم والمحاكمات والتمديد ورفض الإفراج عنهم، بالإضافة للمحاولات المستمرة للإطاحة بانتفاضة القدس.
وحول التقسيم الجغرافي للاعتقالات، قالت لجنة الأهالي إن محافظة الخليل شهدت أكبر عدد من الاعتقالات، حيث كان نصيبها 28 حالة، تليها محافظة طولكرم 19 حالة، بينما كانت 13 في رام الله، و11 في جنين، و9 في بيت لحم، و8 لكل من قلقيلية ونابلس، و3 في القدس، و2 لكل من سلفيت وطوباس.
ووثقت اللجنة 158 حالة استدعاء على خلفية سياسية، وحول التقسيم الجغرافي للاستدعاءات، أشارت اللجنة إلى أن محافظة الخليل كذلك شهدت أكبر عدد، حيث كان نصيبها 49 حالة
وكانت أجهزة السلطة في الضفة، صعّدت حملاتها الأمنية خلال الشهر الماضي في مدن الضفة وتحديدا جنين ونابلس ورام الله، بزعم محاولتهم الحفاظ على الأمن والاستقرار، ومحاربة السلاح الغير الشرعي، وملاحقة الخارجين عن القانون.
غير أن الأسباب الحقيقية للحملات تعود إلى القضاء على المقاومة وإخماد انتفاضة القدس، إضافة إلى إفشال جميع المخططات الرامية إلى تنفيذ عمليات طعن وإطلاق نار ضد الاحتلال ومستوطنيه في الضفة والقدس.
وعقدت السلطات (الإسرائيلية) سلسلة لقاءات مع قيادات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة لمنع اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة والقدس المحتلتين.
وعلق القيادي في حماس بالضفة وصفي قبها على اعتقالات السلطة، قائلاً "إن حملة الاعتقالات التي شنتها السلطة في الأيام الماضية ضد كوادر الكتلة الإسلامية وعناصر الحركة هدفها شل الانتفاضة".
وأضاف قبها لـ "الرسالة" "أجهزة السلطة بالتنسيق مع الاحتلال تسعى إلى تشتيت الانتفاضة ومحاولة منعها من التمدد من خلال اعتقال كوادر الكتلة وعناصر حماس في الضفة".
ووصف الحملة الشرسة التي تشنها أجهزة السلطة في الضفة بـ "المسعورة والتعسفية" تهدد الانتفاضة وتدفع الساحة الفلسطينية إلى المزيد من الاحتقان والتوتر.
وأكدّ قبها أن أجهزة السلطة تعمل بالتنسيق مع الاحتلال لمنع المظاهرات من الوصول إلى نقاط التماس والاشتباك مع الاحتلال، منوهًا إلى أفراد الأجهزة الأمنية التي تتصدى للشبان وتعتقلهم.
وحذر القيادي في حماس من مؤامرة بين السلطة والاحتلال بغرض تفريغ الانتفاضة واخمادها. ولفت إلى أن ما يجري الآن في الضفة هي ملاحقة سلطوية أمنية لكل من يحمل حجرًا في الضفة، قائلاً:" أشتم رائحة مؤامرة حقيقية، حيث أن الاحتلال والسلطة متفقين على عدم إفلات الأمور نحو الانتفاضة".