يقودها شباب لا يرتهنون للاحتلال ورواتب السلطة

الانتفاضة تتجاوز مرحلة الترويض وتفتح آفاقا جديدة للمواجهة

الانتفاضة تتجاوز مرحلة الترويض وتفتح آفاقا جديدة للمواجهة
الانتفاضة تتجاوز مرحلة الترويض وتفتح آفاقا جديدة للمواجهة

الرسالة نت- إسلام الكومي

تجاوزت انتفاضة القدس تكهنات النجاح او الفشل، ولم تعد المعطيات الميدانية والسياسية تراوح ذاتها في سياق التطورات المتلاحقة في الاراضي المحتلة.

وفرضت الانتفاضة معطيات وظروف سياسية وميدانية مختلفة، أقرت النخب السياسية والأمنية الاسرائيلية بخطورتها، في ظل ما غيرته من مسارات قائمة ومتباينة على جبهة الضفة المحتلة والقدس.

ويعتقد مراقبون أن الانتفاضة فرضت مسارات سياسية لم يعد بالإمكان تطويعها، عدا عن انفلات الاوضاع الأمنية من شباك السيطرة الاسرائيلية وكذلك من اجهزة امن السلطة التي دارت في فلك الاحتلال.

ويرى محللون أن انتفاضة القدس تواجه مخاطر حقيقية لخنقها وإطفاء جذوتها، ولكن كل المحاولات تبقى بائسة أمام اشتعالها.

المحلل والكاتب السياسي محسن صالح يقول في مقال له: "حتى تستطيع الانتفاضة الاستمرار والانتشار في موجة ثورية جهادية جديدة، فعليها أن تتعامل مع التحديات المفروضة عليها كأن يكون لدى الشباب الثائر مزيدا من الصبر والإصرار المترافق مع الفعاليات الانتفاضية حتى تتجاوز الانتفاضة عنق الزجاجة، وتفرض نفسها لتصبح هي الحالة العامة في التعامل مع العدو المحتل" مبينًا أن هذا التحدي يستدعي مزيدا من التعبئة وتحشيد الطاقات.

ويضيف صالح إن أجهزة السلطة تعرقل نشاط الانتفاضة الشبابية، قائلا " يجب أن ترفع الأجهزة الأمنية للسلطة يدها وسطوتها عن الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية، وأن تكف عن ملاحقة المنتفضين وعناصر المقاومة، وأن توقف التنسيق الأمني مع الاحتلال إذ ليس هناك شيء تبكي على خسارته هذه السلطة وهذه الأجهزة".

ويوضح أن انتفاضة القدس في الوقت الحالي تأخذ شكلا موجيا مدا وجزرا تتقد جذوتها فتشغل العالم، أو تخبو فينشغل عنها الناس. لكنها لا تنطفئ ولا تتوقف. على حد تعبيره.

ونوه صالح إلى أن الجسد الفلسطيني الذي أثخنته جراح الاحتلال وأوجعه الخذلان العربي والإسلامي والدولي، ما زال قادرا على البذل والتضحية، وهو في كل مرة يفاجئ الجميع بقدراته وإبداعاته.

أما المحلل ربيع شهابي فيرى أن الفتيان والشبان الذين يخوضون فعاليات الانتفاضة الحالية لم ينتظروا إذنا من قيادات سياسية أو فصائلية وأنهم بادروا بأنفسهم، وقاموا بعمليات بطولية ولن يوقفهم أحد؛ لأنهم يعبرون عن غضبهم تجاه سياسة الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلة.

ويقول شهابي لـ"الرسالة نت" إن ثورة الشبان لا يمكن أن تظل عفوية وإلا فقد تفقد زخمها تحت قمع الاحتلال، موضحًا أنه قد تفقد بوصلتها إذا لم يكن لديها "عقل سياسي" وبرنامج منظم يستطيع من خلاله الثائرون الاستمرار والتكيف وتطوير الفعاليات ومواجهة إجراءات الاحتلال.

ويضيف: هذه الانتفاضة لن تتوقف لأنها من صنع شباب ثائر وقد يستطيع جنود الاحتلال في القدس والضفة المحتلة تأخيرها لكنها ستظل مستمرة. مناشدًا الفصائل الفلسطينية بأن تفكر مليا بكيفية دعم انتفاضة القدس وتقويتها وترشيدها وتحقيق أهدافها.

وأشار أنه هناك قيادات سياسية لا تمارس العمل المقاوم تحاول ركوب الموجة وتوظيفها لتحقيق بعض المكاسب التكتيكية، حتى وإن اقتضى الأمر "بيع" تضحيات الانتفاضة بثمن بخس.

ويعتقد أن الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة ومؤثرة في مسيرة القضية الفلسطينية وسنشهد أحداثا سياسية وميدانية كثيرة وربما ستفاجئ الكثيرين من قوة هذه الانتفاضة وعدم السيطرة على ثورة شبابها.

ويتفق المحللان أن ناشطي هذه الانتفاضة هم غالبيتهم طلبة مدارس وجامعات، أي ليسوا مرتهنين للعمل داخل (إسرائيل) أو لرواتب السلطة الفلسطينية وذلك يضع الاحتلال والسلطة في أصعب حالاتها لخمد هذه الانتفاضة الشرسة، مؤكدين انهم جيل جديد من الفلسطينيين يسعون إلى أفكار ممنهجة جديدة لمحاربة العدوان.

البث المباشر