سفير سابق للسلطة: إدعاء عباس بحق مرسي "غير صحيح"

 عدلي صادق
عدلي صادق

غزة-الرسالة نت

اعتبر عدلي صادق، السفير السابق للسلطة الفلسطينية في الهند وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، ما قاله الرئيس محمود عباس للإعلاميين المصريين حديثا، حول أن الرئيس محمد مرسي كان قد عرض عليه ألف كم2 من سيناء لتوطين الفلسطينيين في غزة، "ادعاء غير صحيح".

وقال صادق عبر حسابه في فيسبوك، الاثنين: "عباس أخطأ في ادعائه، والخطأ هنا مثلث، أي سياسي، وأدبي، وتنظيمي فتحاوي".

وأضاف: "الخطأ السياسي، أن عباس كان عليه أن يتذكر أن الدولة المصرية تعرف كل حرف قاله مرسي، وليست بحاجة الى عباس لكي يكتشف لها قارة جديدة، وعندما يلجأ الى اختلاق واقعة، إرضاءً للدولة، فإن الدولة، وحكومات الإقليم، تسجل عليه نقطة انطباع ليست لصالحه، سواء مستفيدة أو غير مستفيده مما قاله الرجل".

وتابع: "من ناحية ثانية في الخطأ السياسي، لم يحسب الرئيس عباس حساب ملامة الدولة المصرية له بأثر رجعي، فلو كان ما قاله صحيحاً، كان بمقدوره أن يساعد القوى المعنية بإسقاط مرسي، بالإفصاح علنا عن الذي عُرض عليه، وعندها ستقوم قيامة أكبر ضد مرسي، وعندها أيضاً، سيكون هو لا يتدخل في الشأن المصري، وإنما يدافع عن حق شعبنا في أرضه لا في أرض سيناء. لماذا لم يفعل في حينه؟".

أما الخطأ الأدبي برأي صادق، "فهو أن الرئيس عباس، وهو حكواتي في مجالسه، روى عشرات المرات ما قاله له مرسي وكان التركيز على لقطة واحدة، سمعتها منه شخصياً، وتأكدت من صحتها بسؤال أخي نبيل أبو ردينة، اللقطة جاءت عند الحديث عن غزة. سأل الرئيس مرسي عباس، عن عدد سكان القطاع، فقال له إنهم نحو مليون ونصف المليون، فأجابه مرسي بدعابة: "يعني دول ممكن نستوعبهم في شُبرا".

ومضى قائلا: "أنا جلست مع مرسي أثناء زيارته للهند، ولمست ميله للدعابة وللقفشات (فعلها معي) وهو عموماً لم يطرح سوى شبرا، مكاناً للحديث المازح عن استيعاب، ولم يقل سيناء. والمأخذ الآخر على تصريح عباس للإعلاميين المصريين، أن مرسي سجين، ولا يستطيع الرد، والدولة ليست معنيه بالتعقيب، لكن الإعلام سينفلت".

وذكر أن الواقعة التي افتعلها الرئيس عباس "مأخوذة أصلا من تحليلات ومقاربات رؤى، لمشروع إسكان فلسطيني في سيناء"، مستدركا: "هذا شيء، والحديث عن وقائع وعروض رسمية طرحها رئيس الدولة آنذاك، شيء آخر".

ورأى صادق أن الخطأ التنظيمي، "هو أن السجال محتدم في مصر وحول مصر. ونحن، في نظامنا الداخلي، لا نتدخل في شؤون الدول العربية ما لم تتدخل في شؤوننا. واجبنا مساندة مصر، ضد كل الهجمات عليها لإفقارها وتأزيم حياتها وتضييع أمنها، وآخرها الهجمة باستغلال تحطم الطائرة الروسية".

وكان الرئيس عباس قال إن مرسي عاتبه على رفضه عرضاً إسرائيلياً لاستلام ألف كيلومتر في سيناء، وأنه خاطبه باللهجة المصرية العامية "وإنت مالك إنت هتاخد أرض وتوسع غزة".

وذكر عباس أن وزير الدفاع المصري "آنذاك" عبدالفتاح السيسي أصدر قراراً بأن أراضي سيناء أمن قومي ووطني وأغلق هذا المشروع، مشدداً على أن المشاورات لا تزال تجري بين حماس وإسرائيل حول هذا المشروع.

 

البث المباشر