استقال 32 نائبا من حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد من كتلة الحزب بالبرلمان في تصعيد للانقسامات التي تعصف به، وهو ما يسمح لحزب النهضة الإسلامي بأن يصبح القوة الأولى، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
وظلت الخلافات خافتة في حزب نداء تونس إلى أن تحولت هذا الشهر إلى عراك وتبادل للعنف بالعصي والهراوات بين معسكرين في اجتماع للحزب بمدينة الحمامات.
وقالت المجموعة في بيان اليوم الاثنين ''نحن أعضاء مجلس نواب الشعب نقدم لسيادتكم (رئيس البرلمان محمد الناصر) استقالتنا من الكتلة النيابية لحركة نداء تونس"، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
ويضم المعسكر الأول حافظ قايد السبسي نجل رئيس البلاد والذي يسعى للعب دور أكبر في الحزب من خلال السعي لإعادة هيكلته، بينما يتزعم المعسكر الثاني الأمين العام للحزب محسن مرزوق.
وقال حسونة الناصفي -وهو متحدث باسم النواب المستقيلين- إنهم قرروا الاستقالة من كتلة الحزب في البرلمان احتجاجا على عدم عقد الهيئة التنفيذية باعتبارها الهيكل الشرعي الوحيد في هذا الحزب.
وأضاف أن خطوة الاستقالة تأتي احتجاجا على السعي لاختيار مسار غير ديمقراطي للحزب، حسب تعبيره.
من جهتها، قالت النائبة بشرى بلحاج حميدة -من بين النواب المستقيلين- لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الانسحاب أصعب قرار وأصعب حل ولكن تظل أيادينا مفتوحة لأي مقترحات".
وفي حال تأكدت الاستقالة بشكل نهائي سيصبح حزب النهضة الإسلامي أكبر قوة برلمانية، إذ يشغل 67 مقعدا في البرلمان، في حين ستتقلص مقاعد نداء تونس من 86 إلى 54 مقعدا.
كتلة مستقلة
بدوره، قال مصطفى بن أحمد -وهو من بين المستقيلين- إن الخطوة المقبلة قد تكون تشكيل كتلة مستقلة في البرلمان مكونة من النواب المستقيلين.
ويواجه رئيس البلاد الباجي قايد السبسي انتقادات بأنه يحاول توريث ابنه قيادة حزب نداء تونس لإعداده لمنصب سياسي أهم في وقت لاحق، بيد أن رئاسة الجمهورية تنفي هذا، كما تنفي أي تدخل في الخلافات بين الفريقين المتصارعين وتستنكر الزج بها في الخلافات الداخلية للحزب.
وينتقد معسكر مرزوق ما يسميها "رغبة البعض في الهيمنة على الحزب بالقوة"، في إشارة إلى حافظ قايد السبسي، ورضا بلحاج مدير ديوان الرئيس.
ويدفع فريق نجل السبسي الاتهامات عنه، ويقول إن الفريق الثاني يحاول الهيمنة على الحزب وإقصاء قيادات بارزة.
وأصبح نداء تونس القوة الرئيسية في البلاد على إثر انتخابات جرت عام 2014، لكن بعد عام واحد من فوزه سقط الحزب الجديد في أتون الخلافات الداخلية وصراع المواقع وأصبح بحاجة إلى معجزة لتفادي الانفجار.