كشفت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة، عن شهادات جديدة قاسية وصعبة لأطفال قاصرين تعرضوا للتعذيب والضرب الشديد بالنعال الحديدية وأعقاب البنادق، خلال اعتقالهم واستجوابهم على أيدي جنود ومحققي الاحتلال، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح خطيرة وكسور.
براء مشهور: ضرب بالنعال وإصابة بكسور
ونقلت المحامية مصالحة شهادة الطفل الأسير براء مشهور قاسم (15 عاما) من بلدة أبو ديس في القدس، المعتقل يوم 19/9/2015 ويقبع في سجن "هشارون" الإسرائيلي، والذي أفاد بأنه اعتقل قرب بيته في ساعات المغرب، حيث كانت هناك مواجهات بالمنطقة بين شبان البلدة وجيش الاحتلال، وهجم عليه 7 جنود وانهالوا عليه بالضرب المبرح بعد أن أوقعوه على الأرض، ضربوه بايديهم وأرجلهم ونعالهم الحديدية وبأعقاب البنادق.
وقال الطفل في شهادته، إن أحد الجنود قام بضربه بشكل هستيري على يده بالبندقية موجها له العشرات من الضربات القوية على نفس المكان في يده وهو ملقى على الأرض ويتلقى ضربات أخرى من باقي الجنود على جسمه، فشعر بألم رهيب في يده وكل جسده، وأصيب بكسور عديدة في رسغ يده اليمنى، ورفعه جنديان عن الأرض لايقافه وقاموا بوضع قيود بلاستيكية في يده وشدوها بقوه، ما زاد من الألم القوي في يده.
وأضاف أن الجنود أخذوه مشيا على الأقدام إلى معسكر قريب من بيته، وهناك وضعوا له عصبة على عينيه واستمروا بضربه بقوه خاصة على ظهره، وبعد حوالي ثلاث ساعات نقل إلى مستوطنة "معالي أدوميم"، وهناك حققوا معه لمدة ساعتين تقريبا، وبعد انتهاء التحقيق نقل الى مستوطنة "كرمي تسور" وتم إجراء فحص طبي سريع له، ولم يعيروا أي اهتمام ليده التي تؤلمه والتي أخذت تنتفخ بشكل واضح، ولم يحاولوا معالجته.
وأفاد الطفل براء أنه بقي حتى الصباح في المستوطنة، وبعدها نقل الى مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، حيث أجري تصوير أشعة ليده وتبين وجود عدة كسور في الرسغ، الأمر الذي يحتاج إلى عملية وليس فقط تجبير عادي، ولكن لم تجرَ له العملية في نفس اليوم لأنهم انتظروا الحصول على موافقه من قبل الأهل، لذلك قاموا بتجبير اليد بشكل مؤقت وأدخلوه الى قسم الجراحة في المستشفى إلى حين الحصول على موافقة الأهل، وبعد 8 أيام أجريت له عملية في يده.
وخلال وجود براء في المستشفى كان مقيدا إلى السرير على مدار الساعة، حيث تم تقييد إحدى يديه وإحدى قدميه بالسرير، ووصل محقق إلى المستشفى وحقق معه لمرة واحدة حوالي ثلاث ساعات.
محمد صلاح الدين: ضربوه حتى تقيأ
وأفاد الأسير محمد عايد صلاح الدين (15 عاما) من بلدة حزما شمال القدس، الذي اعتقل يوم 4/10/2015 ويقبع في سجن "هشارون" أنه اعتقل من بلدة الرام حوالي الساعة العاشرة صباحا، حيث هجم عليه ثلاثة من أفراد الشرطة، وانهالوا عليه بالضرب المبرح بأقدامهم وبنادقهم، فشعر بالاختناق من كثرة الضرب وأخذ يسعل بقوه حتى تقيأ، ثم جروه وأدخلوه لسيارة عسكرية ثم قيدوا يديه، وفي داخل السيارة سبوه وشتموه بألفاظ نابية، ثم أنزلوه في معسكر 'عتروت' وفتشوه وسمحوا له بالاتصال بوالده، الذي وصل وحضر التحقيق الذي استمر حوالي ساعة، وبعد انتهاء التحقيق أخرجوه للساحة وبقي جالسا على كرسي وهو مقيد اليدين والقدمين ومعصوب العينين مدة 6 ساعات.
وفي ساعات الليل نقل الطفل صلاح الدين إلى زنازين المسكوبية، ومكث هناك تسعة أيام، ثم نقل إلى سجن 'هشارون'، وعند دخوله للسجن تم تفتيشه عاريا، ومن ثم أدخل إلى قسم الأشبال.