كشف فهمي هويدي المفكر القومي والكاتب المصري، عن وجود معلومات ومعطيات حول مؤامرة اقليمية تحيكها بعض الاطراف العربية، تهدف إلى وأد الانتفاضة الفلسطينية.
وقال هويدي في حديث خاص بـ"الرسالة نت "، إن هذه المؤامرة متورطة فيها اطراف عربية، ويشتم منها رائحة لتحريك بعض الأحداث السياسية والميدانية كي توأد الانتفاضة، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات مؤكدة دون الافصاح عن مزيد من تفاصيلها أو طبيعة حصوله عليها.
وأضاف "الانتفاضة الفلسطينية يتيمة وهي تواجه أكثر من عدو، وليس هناك من يرعاها على مستوى البيئة الاقليمية ولا حتى على صعيد السلطة الفلسطينية".
وحول امكانية نجاح هذه المؤامرة في انهاء الانتفاضة، أشار هويدي إلى أنه يتعذر قراءة هذه المسائل التاريخية في لحظتها، لكن ما هو مؤكد أنها لن تنجح في هزيمة ارادة الشعوب، وفق تعبيره.
ورأى هويدي أن التضحيات التي يمكن أن تبذل في ساحة المواجهة لن تغير من قناعة الفلسطينيين في الاستمرار والمواصلة، لأنهم الضامن الوحيد لحماية القضية الفلسطينية.
وفي قراءته لموقف السلطة الفلسطينية من الانتفاضة، رأى هويدي أنها تنحصر بين خيارين إما ان تنحاز لخيار شعبها أو أن تواصل طريقها في الحفاظ على أمن (إسرائيل)، مشيرًا إلى ان وجودها مرهون بمدى فعالياتها في الحفاظ على هذا الأمن.
وقال هويدي " ما يجري من أحداث تؤثر في ضمير الشعب الفلسطيني أكثر مما يؤثر في عباس"، مؤكدًا ان السلطة هي خارج الصف الفلسطيني فعليًا، وفق تعبيره.
وأشار إلى ان السلطة هي طرف من الأطراف التي تشارك في المؤامرة ضد استمرار الانتفاضة.
ورأى هويدي أن الأوضاع الآن لا تزال محصورة في العمليات الفدائية، وهي بحاجة للمزيد من الوقت كي تتبلور لمواجهة شاملة في المرحلة القادمة"، مشيرًا إلى أنه من الصعب الحكم على مستقبل الانتفاضة ومحاكمة نتائجها في الوقت الراهن.
وبيّن أن انجاز الانتفاضة يكمن في قدرة الفلسطينيين على المواجهة رغم صعوبة الاوضاع في البيئة السياسية المحلية والاقليمية، والملبدة بالصراعات والانشغالات الداخلية.
أمّا عن معطيات البيئة الاقليمية في دعم الانتفاضة، فرأىهويدي أن العوامل غير مشجعة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن هناك بعض المؤشرات التي تقوم بها تركيا وبعض الاطراف العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، الا انها غير كافية لتشكيل موقف اقليمي داعم للانتفاضة.
وأكدّ ان الطرف الوحيد الذي يمكن التعويل عليه هو الشعب الفلسطيني وليس أي من دول المنطقة، لأنها جميعًا منشغلة في احداثها الداخلية مهما أبدت تعاطفها مع القضية الفلسطينية.
وردًا على سؤال حول الموقف المصري من الانتفاضة، فاكتفىهويدي بالإجابة أن الدور المصري منشغل في صراعاته السياسية بالداخل المصري.
وأوضح أن الصراع بين النظام والقضية الفلسطينية هو صراع مرئي، مشيرًا إلى أن الخلاف بين حماس والنظام الحاكم بالقاهرة، سيبقى كذلك حتى ينته الصراع بين النظام والاخوان بمصر.
وحول مستقبل العلاقة بين حماس والنظام المصري، فقالهويدي إن هذه المسألة لا تزال معقدة نظرًا لعوامل عدة تتعلق بعلاقة النظام المصري مع جماعة الاخوان ودور رئيس السلطة محمود عباس في تشويه العلاقة، اضافة الى ضغوط اقليمية لها علاقة مع ما يعرف بـ"الاسلام السياسي".
وفي السياق، جدد هويدي تأكيده بأن استمرار مصر بحفر القناة المائية على الحدود مع غزة، هو امر يشكل خطرًا جسيمًا على الطرفين في بعديه الاستراتيجي والسياسي، مشيرًا إلى الخطر المترتب عليه، سيؤثر سلبًا على فعالية الدور المصري اتجاه القضية الفلسطينية.
وبدأ الجيش المصري في ردم الانفاق بين غزة وسيناء عن طريق قناة مائية، الامر الذي يهدد بتدمير الحدود بشكل كامل بين مصر وغزة.
وبيّن هويدي أن هذه القناة لم تدرس جيدًا، ولم تطرح للنقاش داخل الشارع المصري، بل إنها ليست محل اهتمام الشأن العام، وهي غير معلومة الأهداف وتأتي على هامش الأخبار المصرية.
وأشار إلى أن هذا الموقف بحاجة الى تنوير الرأي العام المصري بشأن خطورته، ولا بد أن يطرح داخل قنواته الطبيعية للنقاش.