بدلوه الصغير يقذف المواطن مسعود مطر (54 عاما) مياه الأمطار الغزيرة التي دهمت منزله فأغرقته وأحرقت أجهزته الكهربائية ودمرت أثاث بيته.
ولم تفلح أكياس النايلون التي فرشها "أبو محمد" فوق ألواح الاسبست أعلى بيته ولا أكياس الرمل التي وضعها أمام منزله في تخفيف حدة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت منزله وأغرقته في منطقة "الجورة" بحي الصفطاوي شمال قطاع غزة.
ومع توقف هطول الأمطار الغزيرة التي صحبت المنخفض الجوي مساء أمس، عاد المواطن مطر مع أولاده لينقذ ما تبقى من أثاث منزله بعد أن فرّ منه برفقة عائلته المكونة من" 13 "فرداً في منتصف الليل بعدما أغرقت الأمطار المنزل وفشلت كل محاولاته لمنعها لينجو ببدنه وأطفاله.
وفي قاع المنزل الذي وصل منسوب المياه داخله قرابة المتر والنصف يرفع الخمسيني بنطاله محاولاً انقاذ ما تبقى من أغراضه، بينما تسبح في الغرفة الأخرى دفاتر وكُتب أطفاله المدرسية.
ويقول المواطن مطر لـمراسل "الرسالة نت" إنه لم يستطع أن يُخرج شيئا من أثاث منزله بعد أن فقد السيطرة على منع مياه الأمطار التي كانت تسقط بغزارة فهرب بأطفاله إلى "حواصل" جيرانه حاملاً بعض الفراش.
وأضاف:" منزلي أصبح يغرق كل منخفض جوي مع الأمطار الشديدة بسبب انخفاضه عن مستوى الشارع العام وألواح الأسبست البالية التي لا تحميه من غزارة الأمطار".
منزل المواطن مطر ذو الجدران المُتشققة بات لا يصلُح للسكن لكن ضيق الحال وعدم توفر فرص عمله له ولأبنائه الكبار أجبره على البقاء فيه.
الحال لم يكن افضل بكثير لدى المواطنة أم محمد الحاوي والتي لم تجد لها مأوى سوى منزل جيرانها بعد أن أجبرتها كثافة الأمطار على الخروج من منزلها بعد أن غرق.
تضرب الحاوي كفيها ببعضهما وتًتمتم قائلة " بعوضنا الله ، النا سنين على هذا الحال".
الحاوي التي تُعيل عشرة أطفال أخدت تنشر بعض ما تبقى من ملابس مبللة على أسوار بيتها حتى تجف وتدفئ بها أجساد الصغار الذين باتو في وضع صحي سيئ نتيجة موجة البرد القارسة.
وناشدت خلال حديثها لـ"الرسالة نت" الجهات المسؤولة بضرورة وضع حد لمأساتها التي باتت تتكرر مع كل عام.
حال عائلة مطر والحاوي كحال عشرات العائلات الفقيرة والتي لم تعد ألواح "الزينكو" و"الاسبست" تسترها في ظل أجواء المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة.
وكانت أجواء قطاع غزة تأثرت بالمنخفض الجوي الذي ضرب البلاد مساء أمس الاثنين حيث تساقطت كميات غزيرة من الأمطار أدت الي شل مناحي الحياة في القطاع وقد تعطلت الدارسة في المدارس.