طالب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية الوجهاء والأعيان ورجال الإصلاح إلى إطلاق العنان والتحرك في كل الاتجاهات من أجل تحقيق المصالحة المجتمعية بين أبناء شعبنا الفلسطيني.
جاء ذلك خلال مراسم الصلح العشائري بين عائلتي أبو هين وكرم بمسجد المحطة بحي التفاح شرق غزة بحضور النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر وعدد من النواب ولفيف من قادة حركة "حماس" تقدمهم أعضاء المكتب السياسي د. خليل الحية و م. روحي مشتهى وحشد من الوجهاء والمخاتير ورجال الإصلاح.
المصالحة الوطنية
ودعا هنية خلال كلمته إلى وضع مجلس أمناء لصندوق المصالحة المجتمعية على طريق المصالحة الوطنية السياسية، قائلاً "إن هذا إذا تحقق سوف يزيل كثير من الاحتقانات التي تولدت خلال السنوات السابقة".
وأضاف "أعظم درجات الكرم أن يُضمد الإنسان الجرح الوطني المجتمعي وأن ينظر إلى ما أخذ منه أنه ضياء ونور وشفيع ورفعه في الدنيا والآخرة له".
وأشاد هنية بسماحة وعفو عائلة كرم، كما أثنى على جهود عائلة أبو هين وهذا ليس غريب على العائلتين الكريمتين قدمتا التضحيات والشهداء في سبيل الله.
البطولة والفداء
في سياق آخر، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أن مناطق شرق غزة سجلت أروع صفحات البطولة والفداء في مواجهة الاحتلال كان آخرها حرب العصف المأكول على مدار 51 يوماً.
وأردف قائلاً "هذه المنطقة صنعت الأحداث الكبرى وسطرت صفحة من صفحات النصر على طريق التحرير والعودة فرجال الشجاعية والتفاح وجبل الريس وقفوا في المناطق المتقدمة ونقاط الصفر في مواجهة الاحتلال".
وعدَّ هنية هذا الصلح هدية للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، مستطرداً "هذا الصلح هدية من غزة الصابرة للضفة الثائرة وهدية لدماء الشهداء والجرحى وهدية لانتفاضة القدس نريد أن نضمد جراحنا الخاصة لأن معركتنا مع الإرهاب الأعظم والعدو المركزي الاحتلال"
ومضى يقول "أجرى الله الصلح لسماحة عائلة كرم وسموها ثم بنزول آل أبو هين عند مقتضى الشرع وبهذا الجهد الطيب المبارك من اللجان والوجهاء والأعيان المتتالية التي وصلت لكلتا العائلتين إلى أن توجت بهذه الجاهة الكريمة والعلماء والشرعيين".
وزاد في حديثه "كل من سيسمع عن هذه المصالحة اليوم في غزة أو فلسطين أو خارجها سيشعرون بالرضا ويرفعون قدركم في عيونهم لأن ما نحن فيه من تحدي أكبر من همومنا"
وتطرق هنية خلال كلمته لقرار حظر الاحتلال للحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48، قائلاً "خسأ الاحتلال في حظر الحركة الإسلامية فهي ملح الأرض وهوية الأرض وحاضر القضية الفلسطينية ومستقبل فلسطين".
قوة شعبية
بدوره أكد النائب فتحي حماد في كلمته نيابة عن العائلتين أن الصلح بين العائلتين تم برعاية لجنة واصلت الليل بالنهار، معتبراً هذا الصلح يُوجه في القوة الشعبية الجماهيرية وقوة الفصائل تصب في سبيل المقاومة والتحرير.
من جانبه، تحدث النائب يوسف الشرافي عن فضل الإصلاح بين الناس وتأليف القلوب، مستشهداً بعدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن فضل الإصلاح في المجتمع.
نص الصلح
وفي ختام مراسم الصلح العشائري تلا النائب د. سالم سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين نص الصلح، قائلاً "ينص الصلح أن يدفع آل أبو هين 100 ألف دينار أردني قبل بدء احتفال المصالحة ويتنازل الفريق الأول آل كرم بعد تسلمه المبلغ وإتمام حفل المصالحة في مسجد المحطة عن حقوقه الشرعية والقانونية والعشائرية كافة أمام الله وأمام الناس وجوه الخير".
وأضاف سلامة "هذا الصلح ملزم للطرف الأول آل كرم أصلاً وفرعاً وينهى هذا القرار كل خلاف بين الطرفين سواء كان شرعاً أو قانوناً أو عرفا كما نُوصي عمار هاني أبو هين بصيام شهرين متتباعين توبة إلى الله ونُوصي الطرفين بتقوى الله وتنفيذ وتطبيق الصلح".