يستعد الشاعر الفلسطيني رامي اليوسف لإطلاق أوبريت "أبواب القدس" باللهجة المحكية بمشاركة تسعة فنانين عرب، ومدة الأوبريت 15 دقيقة، وهو من إنتاج وزارة الثقافة القطرية.
ويشارك بالأوبريت الأردني عمر العبداللات، والتونسي لطفي بوشناق، واللبنانية دينا حايك والقطري فهد الكبيسي، والسورية وعد البحري، والكويتي عبد الله الرويشد، والفلسطيني محمد عساف، والسعودي طلال سلامة، والجزائرية كاميليا ورد، وهناك توجه لإضافة مطرب مصري.
والأوبريت مدته 15 دقيقة من أشعار وإنتاج اليوسف، في حين أن الأوديو الخاص بالعمل من إنتاج وزارة الثقافة القطرية، وتم أول عرض خاص بالأوبريت في الدوحة قبل فترة وجيزة.
وسيخصص جزء من ريع الأوبريت لصالح الطلبة والعائلات المقدسية، وتثبيتهم في بيوتهم وأرضهم أمام الهجمة الصهيونية التي تستهدف اقتلاعهم وترحيلهم وتهويد المدينة المقدسة.
ويتضمن الأوبريت مشاهد حية عن القدس ودراما تجسد واقع المدينة المقدسة، وما تعانيه من مرارات الاحتلال وصولا لصورة بصرية مميزة لعمل يحمل صورة القدس عاليا، وتم تصوير بعض لقطاته في مناطق أردنية تشبه تضاريسها منطقة القدس مثل مأدبا وجرش وقلعة عجلون، وذلك لخشية الفنانين العرب من تهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ولا يحمل الأوبريت -وهو الرابع للشاعر بعد "على قدس" و"أرض الأنبياء" و"نداء الحرية"- أية صبغة تجارية، بل يؤكد على دور الثقافة والفن في خدمة القضايا العربية، وفي مقدمتها القدس الشريف الذي يشكل وجدان العرب والمسلمين.
ووفق ما قاله اليوسف للجزيرة نت، فهناك اتصالات مع القطاع الخاص بـ الأردن لتقديم عرض ثان في عمّان أواخر يناير/ كانون الثاني المقبل بمشاركة جميع الفنانين العرب، باعتبار أن الفنان صاحب رسالة إنسانية أخلاقية وتأثير على الرأي العام ولا سيما وأن المشاركين يتمتعون بقاعدة جماهيرية عريضة.
كما تجري اتصالات مماثلة مع فضائيات عربية لعرض وتسويق الأوبريت، وتشكيل رأي عام عربي ضاغط لدعم هبة المقدسيين ودفاعهم عن المسجد الأقصى.
وقال اليوسف إن "الأغنية لا تقل أهمية عن السلاح، ومن خلالها نحرس الذاكرة ونحافظ على الهوية ونرصد بالصوت والصورة حقيقة ما يجري، فالقدس عروس أحلامنا المحاصرة بأكوام الجمر وشهوات الاحتلال وفردوسنا المفقود وزيتونتنا المقدسة التي يكاد زيتها يضيء".
ويرى أنه كشاعر عربي فلسطيني زار القدس التي -وصفها بنشيد التراب وعاصمة القلوب- مرات عديدة، ولم يكن يدخلها عبر بواباتها الرئيسة بل عبر طرق تحمل مخاطرة ومغامرة لأن الاحتلال يمنع سكان الضفة الغربية حتى من أداء العبادات.
كما أن اندفاعه -والحديث لليوسف- نحو الكتابة عن القدس فطري وإحساس طبيعي تجاه ما يجري هناك وواجب وطني. والأوبريت مكتوب باللهجة المحكية لكل فنان عربي لأنها تصل إلى القلوب بسرعة، ويرددها الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية والفكرية.
وفي الأوبريت، غنى الفنان الأردني العبداللات:
عمان والقدس أختين
قلب واحد مش اثنين
ترى مثل الرمش بالعين
أما القطري الكبيسي فشدا:
من دوحة العرب الكرام
للقدس أرسل سلام
يا أقصى يا مسرى النبي
يا نور ماحي الظلام
وعندما غنى الكويتي الرويشد قال:
من الكويت نداء القدس لبيت
لعيون الأقصى غنيت
على تراب الطهر صليت
يا قدس يا أجمل بيت
وقال اليوسف إن هناك اختلافا بين أوبريت "الحلم العربي" و"أبواب القدس". فالأخير يركز على القدس بشكل حصري، ويبين مكانتها التاريخية والدينية، وما يحتاجه هو تسويق إعلامي كي يصل للجماهير العربية خصوصا بالفترة الحالية التي تشهد القدس انتفاضة جديدة دفاعا عن المسجد الأقصى.
ومن الجدير ذكره أن اليوسف من قرية الدوايمة قرب مدينة الخليل المحتلة التي شهدت مذبحة صهيونية مروعة، وهو يحمل الشهادة الجامعية الأولى في الإعلام من جامعة بير زيت بالضفة، وله ديوان شعري قيد الطبع بعنوان "ألمها".
الجزيرة نت