قائمة الموقع

كيري يسعى لتسكين جبهة فلسطين أمام ملفات أكثر الحاحا

2015-11-23T06:33:51+02:00
ريشة مجد الهسي (خاص الرسالة)
​غزة-شيماء مرزوق

الزيارة الثانية لوزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع انتفاضة القدس لا يبدو أن نتائجها ستختلف عن سابقتها التي فشلت في احتواء الانتفاضة واعادة الهدوء إلى الأراضي الفلسطينية.

الحراك الدبلوماسي والسياسي بمستوى رفيع يأتي على أمل تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، رغم ان الانتفاضة على أعتاب شهرها الثالث، والتي هدأت وتيرتها لعدة أيام ما جعل الاحتلال يعتقد انها ستتراجع قبل ان تجري عدة عمليات نهاية الاسبوع الماضي أكدت على استمراريتها رغم كل الاجراءات التي استنفذها الاحتلال ومعه السلطة الفلسطينية في رام الله.

وزارة الخارجية الأمريكية، قالت إن الوزير كيري سيجتمع هذا الأسبوع مع قادة "إسرائيليين" وفلسطينيين في المنطقة، لمحاولة إنهاء التوتر المتواصل.

كيري يدرك أكثر من غيره ان زيارته لا يمكن ان تخرج بنتائج حقيقية على صعيد الاستقرار في الاراضي الفلسطينية، خاصة أن العوامل التي اشعلت الانتفاضة ما زالت مستمرة وستبقى طالما استمر الاحتلال في تغوله.

الفشل السياسي الذريع وانعدام الافق أحد أهم اسباب اندلاع الانتفاضة، ومن الواضح ان كيري لا يحمل في جعبته ما يمكن ان يقدمه على هذا الصعيد، بعدما أدرك وهو صاحب الزيارات المكوكية والجولات التفاوضية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ان فرص قيام الدولة الفلسطينية باتت شبه معدومة وان التعنت الإسرائيلي والاجراءات التي فرضها الاحتلال على ارض الواقع ضربت بعملية التسوية عرض الحائط.

مسؤولا أمريكيا كبيرا أصر على أن كيري لا ينوي حث الجانبين على استئناف محادثات التسوية بشأن حل الدولتين. وتابع "ليس هناك ما يمكن أن يتفق عليه الطرفان الآن... ليس هناك ما نحاول حثهم على الاتفاق عليه، ونحاول تشجيعهما على عمل أشياء تكون مفيدة وتصب في مصلحتهما ومصلحتنا في الحفاظ على الاستقرار"، إلى جانب الحيلولة دون انهيار السلطة الفلسطينية.

وبناء على تصريحات الادارة الامريكية فان هدف الزيارة يمكن ان يحدد بمسارين الأول وهو ممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية لبذل المزيد من الجهد وتعميق تنسيقها الامني مع الاحتلال لمحاولة منع التدهور الامني واعادة الاستقرار للأراضي الفلسطينية، ومحاولة اقناع الاحتلال بتخفيف قيوده وتجميد الاستيطان وتفادي بعض الإجراءات التي من شأنها زيادة التوتر.

وهذا ما تفسره انتقادات واشنطن الأسبوع الماضي قرار نتنياهو الموافقة على بناء 454 وحدة سكنية في مستوطنتين شرقي القدس وهو قرار سبق أن تم تأجيله.

أما المسار الثاني فهو منع انهيار السلطة وقد يكون السبب الأهم للزيارة خاصة ان السلطة من وجه نظر الادارة الامريكية والمجتمع الدولي عنصر هام لاستقرار منطقة الشرق الاوسط وسقوطها وما قد يخلفه من فوضى تنذر بتدهور الاوضاع ليس في الاراضي الفلسطينية فقط وانما سترتد تبعاته على كل ملفات المنطقة المأزومة.

ويمكن القول إن نتائج زيارة كيري معروفة مسبقاً وهدفها الأساس محاولة تسكين هذه الجبهة بقدر المستطاع في ظل اشتعال جبهات اخرى في المنطقة أكثر الحاحاً واهمية بالنسبة للولايات المتحدة وعلى رأسها سوريا وإيران، إلى جانب الحرب على الارهاب والذي من المتوقع ان يشهد نقلة نوعية بعد هجمات باريس والتهديدات التي تواجه عدة دول غربية.

فتح بدورها تدرك جيداً ما تحمله الزيارة لذا لا تبدو متفائلة او محتفية بها وهذا ما أكده أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، والذي وصف الزيارة المقررة اليوم الاثنين بأنها "تضليلية" دون أي نتائج.

 وقال مقبول، في تصريح خاص لـ "الرسالة":" نعلم جيداً ما هو هدف زيارة كيري، سيحاول تهدئة الاوضاع والسعي لتحرك جديد، للمفاوضات وغيرها من الملفات التي ما زالت عالقة".

وأوضح، أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح لن تتعامل مع أي مبادرة قد يطرحها كيري، لمعالجة الأوضاع في المنطقة، إذا لم تستند على الثوابت الفلسطينية بوقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى والاعتراف بالحقوق الفلسطينية كافة.

في حين رفضت القوى الوطنية والاسلامية الزيارة وجددت التأكيد على الوحدة الميدانية الراسخة في مواجهة الاحتلال وكل مخططاته لفرض الامر الواقع على الشعب الفلسطيني، ودعت للتصعيد الميداني والشعبي في كل نقاط الاحتكاك والتماس مع الاحتلال بالتزامن مع الزيارة.

كما وجددت رفضها للدور الامريكي المنحاز والمتساوق مع رواية الاحتلال وهو ذات الموقف الضاغط على القيادة والشعب الفلسطيني يضع الولايات المتحدة من جديد في موقف الشريك الكامل في العدوان.

اخبار ذات صلة