أكدت الحكومة السودانية تزايد حالات انتهاكات وصفتها بالكبيرة بحق السودانيين في مصر، مبدية أسفها لمقتل 16 سودانيا على يد شرطة الحدود المصرية في العريش أثناء محاولتهم التسلل إلى إسرائيل.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، في جلسة بالبرلمان اليوم الاثنين، إن انتهاكات السلطات المصرية بحق المواطنين السودانيين شملت التفتيش وسلب الممتلكات والاحتجاز، والاستهداف في المقاهي والشوارع والقبض أمام صرافات تغيير العملة وبعد القيام بالمعاملات المصرفية.
وكشف الوزير ما وصفه بالفظاظة التي يعامل بها المحتجزون، مع انتقال الحملات التي يتعرض لها السودانيون إلى أماكن السكن والمقاهي مما أدى إلى اعتقال 23 سودانيا أطلق منهم أربعة أشخاص حتى الآن.
وكانت سفارة السودان في القاهرة قد أعلنت في الـ12 من الشهر الحالي أن الحملات الخاصة بتفتيش السودانيين واحتجازهم قد تزايدت بشكل ملحوظ، مضيفة أن البلاغات والمعلومات التي تصل للسفارة بتعرض السودانيين الموجودين بمصر، وخاصة القاهرة، إلى معاملة سيئة من قبل سلطات الشرطة والأمن الوطني.
وزادت، في مذكرة لها للخارجية المصرية في الـ12 من الشهر الجاري وتلقت الجزيرة نت نسخة منها، أن ما يحدث أمر غير مقبول بالنظر للعلاقات التي تربط بين البلدين والاتفاقيات المبرمة بينهما خاصة اتفاقيات "الحريات الأربع".
ضرورة التحقيق
وأبدت السفارة أملها أن يجد ما يتعرض له السودانيون الاهتمام اللازم من جهة الاختصاص "ويحدوها الأمل في أن تتلقى ما يفيد بصدور التعليمات بالتحقيق في تلك الممارسات والإجراءات ووقفها فورا".
وكان القائم بالأعمال السوداني بالقاهرة السفير رشاد فراج الطيب قد قال، في وقت سابق، إن بلاده ترفض الإجراءات الأخيرة للشرطة المصرية تجاه المواطنين السودانيين "لأنها أصابت كثيرا منهم بأذى شديد، خاصة وأن الوجود السوداني في مصر يدعم السياحة والاقتصاد المصري، وليس له تأثيرات على الحالة الأمنية".
وأكد الطيب، في نشرة وزعتها السفارة الأربعاء الماضي، أن استمرار هذه الإجراءات، بما فيها من تجاوز للقانون "يضر ضررا بالغا بعلاقات الشعبين".
وأضاف أن "هناك دائما من يتربص بالعلاقات السودانية المصرية، ولا يعجبه أن تكون على ما يرام" مطالبا بعدم إتاحة الفرصة لأحد لتعكير "صفو العلاقات الراسخة" معربا عن أمله في أن توقف مصر ما أسماه "إيذاء السودانيين" ومشيرا إلى حرص بلاده الشديد على حسن الجوار والأخوة والتعاون مع مصر.
وتزايدت ردود الأفعال السودانية حول ما يحصل للسودانيين في مصر، حيث قال عضو البرلمان أبو القاسم برطم إن طبيعة العلاقة مع مصر غير متوازنة، وما زال المصريون ينظرون إلى السودانيين نظرة استعلائية ونظرة المستعمر وفق قوله.
وأكد برطم أن اتفاق "الحريات الأربع" الموقع بين البلدين منذ أكثر من خمس سنوات غير مطبق من قبل الجانب المصري، مطالبا بإلغائه أو "تطبيقه بصورة صحيحة".
وقال أيضا إن المواطن المصري في السودان يمارس حقوقه أكثر من السوداني "لكن نظيره السوداني يحتاج إلى تأشيرة وإقامة ويعامل كأجنبي من الدرجة الثالثة".
وفيما يختص بقضية مثلث حلايب التي طالب النواب بمعرفة ما يجري بشأنها، قال الوزير إن للسودان شكوى قديمة في مجلس الأمن الدولي يجددها كل عام "وإن ما جرى مؤخرا من انتخابات في المنطقة تم توثيقه وتسليمه لمجلس الأمن الدولي" مشيرا إلى أنه ليس هناك من سبيل إلى حل القضية إلا بالقانون "الذي يحتاج إلى الصبر".