بعد فشله في الإتصالات الهاتفية التي كان يُجريها مع الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي"، قرر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مجدداً العودة إلى المنطقة "المشتعلة" حاملاً بيده مبادرة " تهدف لإخماد لهيب انتفاضة القدس التي جاءت خارج كل التوقعات "الإسرائيلية".
كيري الذي وصل اليوم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأجرى لقاءً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو في "تل أبيب"، أكد في بدايته حرص الولايات المتحدة على تحقيق الامن لـ"إسرائيل"، دون التطرق لجرائم الاحتلال بحق شعبنا التي أسفرت عن ارتقاء 97 شهيداً منذ أكتوبر الماضي.
"زيارة شؤوم"، هذا ما وصف به سياسيون فلسطينون جولة كيري الجديدة، محذرين من طرح الإدارة الأمريكية لأي "مبادرة" تساهم في إخماد لهيب إنتفاضة القدس، التي دخلت شهرها الثاني وأسفرت عن مقتل 24 "إسرائيلياً" حتى اللحظة.
أهداف خبيثة
حركة "فتح" وعلى لسان أمين سرها، أمين مقبول، أكدت أن الإدارة الأمريكية أرسلت كيري، للبحث عن مخارج من الأزمة الراهنة، وتقديم بعض الحلول التي تساهم في القضاء على انتفاضة القدس، وإعادة السيطرة من جديد على المنطقة.
وقال مقبول، لـ"الرسالة نت"، :"دور الإدارة الامريكية بالمنطقة بعد فشلها في إدارة المفاوضات التي أستمرت أكثر من 20 عاماً، بات مشبوهاً وليس محل ثقة، وكل زيارات كيري الأخيرة؛ تهدف فقط لإنقاذ إسرائيل ومسالندته".
وأوضح أن كيري سيحاول عرض مبادرة جديدة على الرئيس عباس خلال لقائه في مدينة رام الله، من شأنها انهاء الانتفاضة، وإعادة السيطرة عليها من جديد، بحجة الحفاظ على إستقرار المنطقة، ومنع تأجيج المواجهات.
وشدد مقبول، على أن القيادة الفلسطينية سترفض وبشكل قاطع أي جهود أو مبادرات أمريكية لا تستند وبشكل أساسي على توفير وضمان كل الحقوق الفلسطينية، وتلبية المطالب التي خرجت من أجلها الإنتفاضة.
رهن قطع العلاقات
وفي السياق، كشف حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن القرارات السابقة التي أتخذت ضد إسرائيل، ومن بينها وقف كل أشكال التنسيق الأمني، قد توقف تنفيذها.
وقال عميرة لـ"الرسالة نت"، تنفيذ القرارات السابقة توقفت حتى معرفة نتائج اللقاء المزمع عقده بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الخارجي الأمريكي جون كيري".
هذا وعلمت "الرسالة نت"، من مصدر فلسطيني رفيع المستوى، أن: "عباس أبلغ بعض المقربين منه، أنه مستعد لتقديم بعض التنازلات، وعرضها على كيري، من أجل إعادة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي من جديد، ضمن سقف زمني وضمانات دولية".
المصدر، رفض الكشف عن تلك التنازلات، إلا أنه أوضح أن عباس يريد فعلياً تحريك عجلة المفاوضات، وسيقوم بكل جهد لمساعدة الغدارة الأامريكية في ذلك، كون بديل فشل المفاوضات هو الإنتفاضة والشهداء، لذلك سيبحث عن طرق أخرى بديلة، لإحياء العملية السياسية من جديد".
ولفت، إلى أن:" الرئيس عباس، عرض ذلك على الدول العربية، وحصل على دعم كبير لها، متوقعاً أن يكون لقاء كيري وعباس، إيجابي وستخرج عنه قرارت هامة".
فبركات أمريكية
بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوزي برهوم إن:" زيارة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" إلى فلسطين مشؤومة وغير مرحب بها.
وأضاف برهوم أن زيارة "كيري" تأتي في إطار المحاولات الأمريكية الإسرائيلية المكشوفة لاستهداف انتفاضة القدس والالتفاف عليها عبر خدع وفبركات أمريكية لن تنطلي على الشعب الفلسطيني.
وأكد على أن انتفاضة القدس ستستمر وستتطور لأنها خيار الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن كل عمليات التآمر عليها ستبوء بالفشل.