أكدّ الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، أن حركته ستكشف قريبًا عن الأطراف العربية التي تآمرت عليها، وحرضت الاحتلال على حظرها.
وقال الشيخ صلاح في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، إن شخصية عربية تحدثت مع القنصل الأمريكي في القدس، كانت على علم بحظر الحركة الإسلامية وحرضته على ذلك، مشيرًا إلى أن القنصل ابلغ هذه الشخصية بأن تفاهمات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ستُخرجها عن القانون.
وكشف عن وجود قرائن ودلائل بحوزة الحركة الإسلامية ستكشف عنها في قادم الأيام القريبة، و"من الواجب أن تعلن عنها".
تأسيس حزب سياسي مطروح على طاولة الحركة
وردًا على سؤال إن كان هذا الشخص من الداخل المحتل، فنفى ذلك بالقطع، مؤكدًا أن الشخصية إقليمية وليست محلية.
ولم يخف صلاح تآمر "جارة عربية" على الحركة الإسلامية وعلمها بقرار الحظر.
حظر الحركة
وتوعد بنشر كل الوثائق والتسجيلات التي تمتلكها الحركة في وقت قريب، لتكشف بشكل جلي وواضح حقيقة الأطراف المتآمرة.
واعتقد أن الهدف من حظر الحركة تغييبها بشكل مطلق استنادًا على ما يسمى بقانون الطوارئ الذي أقرته سلطات الاحتلال منذ عام 1945م، منوهًا بأن الحركة الإسلامية ليست اسمًا يهدف الاحتلال لإلغائه بل هي قناعات متجذرة في العمق الفلسطيني لا يمكن انتزاعه، وفق تعبيره.
وحول الجهود المبذولة لتحدي القرار، فأشار صلاح إلى وجود حملة كبيرة تحمل اسم " حملة مناهضة حظر الحركة الإسلامية"، والتي تنظمها لجنة الحريات والشهداء والأسرى المنبثقة عن لجنة المتابعة العربية، وتضم في طياتها قيادات سياسية وادبية وإعلامية، تهدف الى تنظيم المئات من الفعاليات المناهضة للحكم.
وأوضح أن الحملة ستواصل تنظيم الفعاليات على مستوى الأقطار العربية في الداخل المحتل، بما في ذلك تنظيم مسيرات قطرية يشارك فيها جميع الفلسطينيين بالداخل، عدا عن تنظيم الإضرابات الكاملة.
سأدخل السجن نهاية الشهر الجاري ورسالتي ستبقى متواصلة
ولفت إلى وجود برنامج لحراك قانوني على المستويات المحلية والدولية، بغرض رفع الظلم الذي فرضته المؤسسة الإسرائيلية على الداخل المحتل.
وفيما يخصّ رؤية الحركة الإسلامية حول إدارة مستقبلها، فأكدّ أن إقامة حزب سياسي هي على طاولة البحث منذ أشهر طويلة، ولا تزال مطروحة، غير أنه لم يتخذ قرار نهائي بشأنه.
واستدرك بالقول " أن الجهد الأساسي الذي تبذله الحركة وتؤكد عليه عدم شرعية الحظر ، وضرورة رفع هذا العدوان"، مشددًا على أنها ستواصل دورها من خلال ثوابتها ورسالتها المعروفة لدى الجميع.
وحذر صلاح من أن الموقف العدواني لا يستهدف الحركة الإسلامية فحسب، بل هو استهداف للوجود الفلسطيني والأحزاب السياسية كافة، مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يزال مصرًا على عدوانه لهذه اللحظة ويرفض التراجع عن قرار الحظر.
ولم يستبعد أن يكون الهجوم على حركته بمثابة تمهيد أول لسياسة ترحيل الفلسطينيين في الداخل، مشيرا الى أن نتنياهو أراد من وراء الحظر التغطية على فشله وهزيمته أمام صمود الشعب الفلسطيني المنتفض في مختلف أرجاء الأراضي المحتلة.
وتطرق الشيخ صلاح الى تداعيات اغلاق المؤسسة الصهيونية 17 مؤسسة أهلية تابعة للحركة الإسلامية، مشيرا الى أن هذه المؤسسات كانت تخدم أكثر من نصف مليون فلسطينيي، وتقدم العون لشرائح مختلفة منها: الطفولة، التعليم والطلاب الجامعيين، وقطاع الصحة، ومشاريع التواصل مع المسجد الأقصى.
وأشار الى أن الجهة التي أغلقت هذه المؤسسات، هي نفسها التي تقوم على تمويل أكثر من 19 مؤسسة استيطانية تبث الإرهاب والكراهية، وتدعو بشكل واضح لبناء هيكل خرافي على حساب المسجد الأقصى، وتقوم في نفس الوقت بارتكاب جرائم بحق الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم، كما حدث مؤخرا مع عائلة دوابشة.
اعتقال صلاح
وفي السياق، أكدّ الشيخ صلاح أن الاحتلال سيذهب به إلى الاعتقال نهاية الشهر الجاري، بعد فشل كل المحاولات القانونية لاستئناف القرار.
وقد حكمت سلطات الاحتلال بالسجن 11 شهرًا بحق شيخ الأقصى، بذريعة تحريضه على الكيان الإسرائيلي.
وذكر أن إسرائيل تريد القيام بكل ما من شأنه اخضاع الحركة الإسلامية، واذلال الوجود الفلسطيني المقاوم بالداخل المحتل، وكسر شوكة المقدسيين لثنيهم عن قضيتهم الأولى المتمثلة في الدفاع عن المسجد الأقصى، مشددًا على أنه لن يتنازل عن حقه في الدفاع عن الأقصى.
وقال صلاح إن اعتقاله لن يفت من عضده ولن يجبر الحركة الإسلامية على التراجع، واصفًا إياها بالمحاولات " البائسة" والعدوانية، التي ستساعد في إزالة الاحتلال قريبًا.
حظر الحركة تغطية على هزيمة نتنياهو امام الانتفاضة
ودعا شيخ الأقصى الجماهير الفلسطينية في كافة أماكن تواجدهم للاستمرار في نضالهم ضد الاحتلال، حتى يتراجع عن غطرسته، مؤكدًا أن الفلسطينيين لن يملوا من مواجهة العدوان ومجابهته حتى تحقيق ما يريدون.
وطالب الشيخ صلاح الجماهير الفلسطينية مخطط ضرب المسجد الأقصى أو الاستمرار في تهويد مناطق النقب المحتل، والعمل على ضرورة تعزيز الحراك الجاري في الضفة المحتلة.
وأكد الشيخ صلاح تعاظم قوة ونفوذ الحركة الإسلامية في قلب العرب والمسلمين والفلسطينيين، مضيفًا أن القرار سيؤدي لانتقالها الى مرحلة أكثر تطورا وقوة ونفوذا".