قال المحرر في صحيفة "إندبندنت" باتريك كوكبيرن، إن تركيا كانت ترغب بوقف التدخلات الروسية في مجالها الجوي، وأنها كانت راغبة بإسقاط مقاتلة روسية. وحتى لو سلمنا بالرواية التركية، وكما تم تلخيص مسار الرحلة من خلال مسار الطائرة الروسية، فإنه ربما بقيت فترة قصيرة في الأراضي التركية القريبة من الأراضي السورية.
ويتساءل كوكبيرن عن السبب الذي دفع تركيا لضرب الطائرة الروسية؟ ويجيب بأن تركيا كانت غاضبة من التدخل الروسي منذ 30 أيلول/ سبتمبر، وظلت المقاتلات الروسية تخرق المجال الجوي التركي بشكل مستمر وروتيني. بالإضافة إلى أن تركيا تشعر بأن سياستها في سوريا، التي تبنتها منذ عام 2011، فشلت في الوقت الذي زادت فيه روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وربما بريطانيا، من عملياتها في الأراضي السورية.
ويربط الكاتب الغضب التركي بالتطورات التي شهدتها الحدود التركية السورية، التي تمتد على طول 550 ميلا، وهذه المنطقة كانت مجالا لنشاطات الأكراد السوريين، الذين سيطروا على مناطق كانت في يد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، ويهددون بالتحرك غرب نهر الفرات، ما يعني اقترابهم أكثر من الأراضي التركية. وتشهد هذه المنطقة تحركات للجيش السوري المدعوم من الطيران الروسي، حيث سقطت الطائرة وقتل طيارها.
ويرى كوكبيرن في تقريره، أن حلف الناتو سيقدم دعما معنويا لتركيا، بصفتها عضوا في الناتو، ولكن أعضاء الحلف لن يرفضوا الغضب الذي أبداه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد اتهم تركيا بأنها متواطئة مع الإرهاب.
ويقول الكاتب إن تركيا دعمت جماعات معارضة سورية، منها متشددة مثل أحرار الشام، واتهم الرئيس الروسي تركيا بالسماح للنفط المهرب من مناطق سيطرة الدولة لبيعه في الأراضي التركية.
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يحظى فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بموقف قوي داخل تركيا، بعد الفوز الكاسح الذي حققه حزب العدالة والتنمية، إلا أن مرحلة ما بعد الربيع العربي في الدول العربية أثرت على موقف تركيا في مصر، التي أطيح فيها بحليفه الإسلامي محمد مرسي عام 2013، وتعرضت فصائل المعارضة السورية لنكسات؛ بسبب تقدم الجهاديين، أو الدعم الروسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه مع ذلك لا تستطيع تركيا أن تكون لها علاقات سيئة مع روسيا أو إيران. وعليه، فسيعمل قادة الناتو على منع تدهور الأزمة وانزلاقها نحو مواجهة عدائية. وسيحاولون التعاون مع روسيا لمواجهة تنظيم الدولة وإنهاء "دولته" في الرقة.