الضفة الغربية – الرسالة نت
لم يستطع الطفل عبد الله أن يتمالك نفسه من البكاء بعد أن أخبره مدير سجن نفحه بحرمانه من رؤية أبيه الذي لم يره من وقت بعيد، فأجهش الطفل بالبكاء ولم يجد سوى صدر عمه الذي كان بجواره يرتمي به لكي يداري دموعه التي انهمرت منه بغزاره.
لم يوضح مدير السجن سبب حرمان عباس السيد من رؤية ذويه ولم تشفع دمعات عبد الله التي خرجت منه عند هذا العدو ولم تفلح أيضا تبريرات ومحاولات شقيق عباس السيد الذي اشهر بوجه المدير تصريح الزيارة وأوراق الصليب الأحمر واكتفى مدير السجن بهز رأسه معلنا عدم سماحه بزيارة عباس السيد.
تقول إخلاص صويص زوجه الأسير عباس السيد لمركز أحرار لدراسات الأسرى أن نجلها عبد الله ثمانية أعوام أصيب بإحباط شديد جراء حرمانه من رؤية أبيه حيث أنه أمضى الليلة بطولها يجهز نفسه لهذه الزيارة ويحضر ما يريد قوله لأبيه ، ويناكف شقيقته الكبرى (مودة) قائلا لها سأشكو عنك لأبي وأبي يحبني أكثر منك والكثير من الكلام الذي ذهب أدراج الرياح بمجرد حرمان عبد الله الطفل من رؤية أبيه المعتقل.
زوجة الأسير عباس السيد والمحرومة من رؤية زوجها منذ اعتقاله بحجه المنع الأمني قالت أنها تتألم لعدم تمكن ولدها الصغير عبد الله من رؤية أبيه حيث أن عبد الله هو الوحيد المسموح له برؤية أبيه حيث أن جميع أفراد العائلة محرومون من رؤية زوجها عباس .
وأضافت الصويص لأحرار كنا ننتظر هذه الزيارة بفارغ الصبر من أجل الاطمئنان عن صحة عباس المتواجد في سجن نفحه الصحراوي ومعرفة أخباره وأوضاعه ولكن المحتل حرمنا من هذا الحق الذي كفتله الأعراف والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان .
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان ، أن قرار منع عائلة الأسير عباس السيد من زيارة الأسير عباس والمحكوم ب (36) مؤبد والمعتقل منذ 9/9/2002 كان بمثابة الصدمة للعائلة التي كانت تجهز لهذه الزيارة من فتره طويلة.
وأضاف الخفش أن انتهاكات مصلحة السجون للأسرى وحرمان قادة الحركة الأسيرة من رؤية ذويهم مستمرة وبدأت تأخذ منحى خطير تهدف إلى النيل من صمود الأسرى وعائلات الأسرى.
وناشد الخفش المؤسسات الانسانية والمنظمات الدولية بضرورة الضغط على الكيان الإسرائيلي من أجل انهاء سياسة العقاب التي يتعرض لها الأسرى والتي تتنافى مع الاعراف والمواثيق الدولية والسماح لهم بزيارة ذويهم والاطمئنان عليهم والاطلاع على ظروفهم الحياتية الأقرب الى الجحيم .