قائمة الموقع

المفتاح والعودة ..ذكريات الأجداد يحملها الأحفاد

2010-05-10T10:34:00+03:00

الرسالة نت _ رائد أبو جراد

عاد العشريني أيمن أبو شمة وهو لاجئ فلسطيني من بئر السبع المحتلة بذاكرته إلى الوراء قليلاً مستذكراً حكايات جده عن الأرض والبيت ومفتاح الدار في منزلهم الذي هجروا منه في الخامس عشر من أيار/مايو 1948م.

ويروي الشاب أبو شمة الذي يقطن في مخيم البريج وسط قطاع غزة لـ"الرسالة" أن والده حدثه انه عندما هجرت أسرته من بئر السبع كان ابن تسعة أشهر، مضيفاً:"جدي رحمه الله كان دائم الحديث عن تلك اللحظات وأنها كانت أصعب لحظات حياته وأبدى ندمه الشديد علي تلك اللحظة التي سولت له نفسه أن يترك بلدته ويهرب خوفاً من عصابات القتل الصهيونية".

حياة البؤس

62 عاماً مرت على النكبة وشعبنا الفلسطيني الذي اقتلع ثلثا أرضه يعانى الويلات من الظلم ويتجرع حياة البؤس في المخيمات, ومرارة القهر في الغربة، 62 عاماً من الضغوط القوية للتخلي عن حقوق الشعب الفلسطينى كحق العودة والمقاومة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من أيار/مايو من كل عام ذكرى النكبة الكبرى التي أدت إلى تشريد القسم الأكبر من الشعب الفلسطيني بفعل قوة المجازر الصهيونية, وتبعًا لعملية الإحلال اليهودي مكان صاحب الأرض الأصلي.

وأشار الشاب أيمن إلى أن جده الستيني "سلامة" كان يقول: حق العودة شرف كل لاجيء ويجب عليه أن يحافظ عليها حتي العودة الحتمية بإذن الله و هي التي بقيت من ريحة الدار والأرض التي سرقت بظلام الليل، مستطرداً:" كان يحدثني ويقول أنه كان يملك في البلاد أرضاً يفلحها ويأكل من نتاجها".

وتابع مستذكراً ليالي السمر التي كان والده يروي فيها لأبنائه عن جده قصص الدار والبيارة: "كل ما اذكره أن أبي كان ينقل لنا ما كان جدي يقوله عن أن له بيت في البلاد وكان له جمل يساعده علي تسيير أمور حياته إلى أن قتله اليهود لحظة هجومهم على أهلنا في السبع".

وختم الشاب أبو شمة حديثه وهو يمسك بكوشان بيتهم في بئر السبع المحتلة الذي ورثه عن جده:" نحن صامدون صابرون ومرابطون فوق أرضنا ومخيماتنا متشبثين بهذه الأرض رغم سطوة المحتل وبطشه ولن نتنازل عن حقوقنا وثوابتنا حتى نعود لأرضنا ومقدساتنا التي سالت لأجلها الدماء، ونحن مع المقاومة ندعمها بكل ما أوتينا من قوة لأننا نؤمن أنها هي الطريق الوحيد لتحرير الأرض المغتصبة من أصحابها الأصليين".

 معظم اللاجئين

وطردت العصابات الصهيونية في العام 1948، 750 ألف فلسطيني كانوا يمثلون في تلك الفترة 53,6% من مجموع الشعب الفلسطيني وتركز معظم اللاجئين إثر النكبة في المناطق الفلسطينية الناجية من الاحتلال في كل من الفضة والقطاع، فيما هجر آخرون لعدة دول عربية قريبة كالأردن ولبنان وسوريا والعراق ومصر.

فيما يستذكر الفتى مهند يحيى 14ربيعاً حكايات جده عن أرضهم في بلدة المجدل المحتلة، موضحاً أن الجلسات التي كان جده يسامرهم بها في ليالي الشتاء الباردة كانت تملئ جو أسرتهم الصغيرة بدفء الذكريات عن البيارة وأشجار الزيتون والبرتقال والتين، وتعيد إلى الذاكرة منزل العائلة المتواضع المصنوع من الطين في بلدة المجدل.

ويقول "مهند" الطالب في الصف التاسع بمدرسة الفلاح الإعدادية للاجئين والذي تعلق بحكايات جده عن المفتاح والعودة كثيراً :" رغم أنني كنت صغير السن عندما كان جدي أبو سامي يروي لي وأخوتي قصص المجدل وبئر المياه في أرضه التي هجر منها قسراً إلا أن ذاكرتي ما زالت متعلقةً بحكايات الدار ورموز العودة التي أوصاني جدي قبل وفاته بعدم نسيانها والتمسك بها".

وأضاف الفتي الغزي الذي يأمل بعودته وأسرته المهجرة لبلدتهم الأصلية "المجدل" :"رغم أنني فقدت جدي قبل سنوات وكان بالنسبة لي صاحب الذكريات والحكايات عن أرضنا ودارنا وقضيتنا وكان يوصيني دائماً بالتمسك بالحقوق والثوابت وعدم نسيان حق العودة"، لافتاً إلى أن جدته الثمانينية ما زالت تروي له حكايات البلاد المغتصبة وتذكره بوصايا الأجداد لتبقى محفورةً في ذاكرته بعيدة عن النسيان.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة عن انطلاق فعاليات إحياء ذكرى النكبة الـ62، مؤكدةً على تمسك الشعب الفلسطيني بثوابته وعلى رأسها حق عودة اللاجئين إلى أرضهم التي هجروا منها عام 1948.

وأوضحت أن إحياء ذكرى النكبة يأتي كخطوة من أجل التأكيد على أن حق العودة ورغم المعاناة المستمرة والمؤامرات المتكررة هو حق ثابت وراسخ ولا يمكن له أن يسقط بالتقادم، فيما أنهت اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة بغزة استعداداتها لإحياء الذكرى 62 لنكبة الشعب الفلسطيني بعد عقدها عدة اجتماعات تحضيرية لإطلاق فعاليات تستمر لمدة أسبوعين.

وتبقى ذاكرة الأحفاد الفلسطينيين متعلقةً برموز العودة للديار ومفتاح الدار في منازلهم التي هجروا منها، آملين بالعودة للبيت والأرض وبيارات البرتقال والزيتون وكروم العنب متمسكين بخيار المقاومة وسلاح الإيمان والعقيدة في مواجهة عصابات الإجرام الصهيونية.

 

اخبار ذات صلة