الرسالة نت - مفاز يوسف
تبدو مكتبة الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، أشبه بخلية نحل- لكن بلا صوت- فالهدوء يعم الأرجاء، رغم أن أعداد زوارها يتجاوز المئات يومياً.
وينشغل العشرات من الطلبة والزوار في قاعاتها الثلاثة، في تقليب أوراق كنوزها العلمية ، بينما ينشغل آخرون في البحث بين الرفوف التي أثقلت بآلاف الكتب سواء كانت مراجع قديمة أو كتب حديثة.
صفحات الكتب
وبدت الطالبة سلمى حمادة منهمكة بالبحث في عدة كتب متراصة فوق بعضها ، وهي تجلس على طاولة داخل المكتبة، مقلبة في صفحات الكتب بحثا عن معلومات متفرقة في بطونها.
سؤال الرسالة للطالبة حمادة حول ما تبحث عنه قطع حبل أفكارها وردت قائلة: "أبحث عن معلومات تتعلق ببحث كلفنا به أحد الأساتذة، إضافة إلى أنني أتثقف من خلال الحصول على رصيد من المعلومات".
وتتمنى حمادة أن يصبح لديها مخزون ثقافي واسع، لتفيد به أجيالا قادمة، كما قالت.
وفي إحدى زوايا المكتبة جلست الطالبة ولاء محمد على طاولة تكدست عليها الأوراق، وما انفكت تنقل معلومات من الكتاب إلى دفترها الخاص.
وتصور الطالبة محمد المكتبة، بالكنز، وتقول: "المكتبة بالنسبة لي كنز يمدني بالمعلومات".
وبين الطالبة أنها تتردد على المكتبة بشكل دائم، مؤكدة أنها تقضي جل وقت فراغها بين أزقة المكتبة بحثا عن المعلومات".
وقالت الطالبة محمد :"أقضى معظم وقتي في المكتبة لأنهل من نبعها الصافي".
وأبدت الزائرة مها عمر إعجابها بالنظام والهدوء الذي يخيم على مكتبة الجامعة الإسلامية، حيث أن لكل من الطلاب والطالبات مواعيد يلتزمون بها ، مادحة المعاملة الطيبة من قبل العاملين فى المكتبة.
ويكثف الطلاب زياراتهم للمكتبة في أوقات الاختبارات، وذلك من أجل إعداد الأبحاث، ويلاحظ ترددهم في الفصلين الأولين من العام، بينما يقل ترددهم في الفترة الصيفية.
وينهمك الطالب عبد الله محمد في تصفح بعض الكتب، وذلك استكمالا لبحث تخرجه هذا العام.
ويشير الطالب محمد وهو من قسم الخدمة الاجتماعية، إلى أن مكتبة الجامعة وفرت عليه الكثير من الجهد لتقصيه عن المعلومات اللازمة ليضمنها بحثه.
تسهيلات كبيرة
وقالت عمر وهي طالبة من جامعة الأقصى :"العاملون في المكتبة يقدمون لنا تسهيلات كبيرة، فهم يساعدونا للوصول إلى المعلومات بشكل أسرع من البحث عنه بمفردنا".
وأكدت أن مكتبة الجامعة الإسلامية تمثل حضنا دافئا للباحثين عن المعرفة، مشيرة إلى أنها تزور المكتبة باستمرار، وذلك في إطار محاولتها لزيادة ثقافتها ومخزونها الفكري.
ورغم أن الكثير من الباحثين والمثقفين يزورون مكتبة الجامعة الإسلامية، باستمرار، لكونها تمثل أكبر حاضن للكتب العلمية في قطاع غزة، إلا أنها أُحرقت على يد عناصر من الحرس الرئاسي إبان أحداث الفلتان الأمني، في العام 2007.
وتعتبر مكتبة الجامعة الإسلامية من أكبر مكتبات قطاع غزة، وأكثرها روادا، حيث تخدم شرائح عديدة في المجتمع من طلبة جامعيين ومؤسسات وغيرهم.
ويقول مدير المكتبة معين المقيد لـ"الرسالة نت" إن اغلب الكتب الموجودة فى المكتبة هى كتب مساندة للمناهج وليست كتبا منهجية، مشيرا إلى أن مكتبته تحتوي على كتب أكاديمية وليست عامة.
وبين المقيد أن 80% من الكتب الموجودة في المكتبة تعتبر مساعدة للمناهج، فيما تصل نسبة الكتب الترفيهية إلى 20% .
وأشار إلى أن زوار المكتبة من خارج الجامعة يحق لهم الاستفادة من المكتبة وخدماتها المقدمة، باستثناء استعارة الكتب، موضحا أن المكتبة تحتوي على أنظمة تضبط عملية الإعارة الخارجية، وخاصة مع المؤسسات ذات العلاقة.
ويضيف: وتحتوي مكتبة الجامعة الإسلامية على ثلاثة أقسام، أولها : قسم الإجراءات الفنية، ويعمل فيه فريق متخصص في علم المكتبات، ومهامه تتمثل في عملية التزويد وفهرستها وعمل كافة الاجراءات اللازمة لها وإتاحتها للمستفيدين.
إرشاد الزوار
وأكد المقيد أن القسم الثاني وهو قسم خدمات المستفيدين، فإن مهمة فريق العمل الذي يعمل بداخله هو إرشاد زوار المكتبة ومساعدتهم للوصول إلى المعلومات والرد على استفساراتهم.
بينما أشار إلى أن القسم الأخير وهو الخدمات الالكترونية، يقوم فريق عمله على الإشراف ومتابعة أوعية المعلومات الالكترونية وإتاحتها للمستفيدين.
وعدد مصادر جلب الكتب، مبينا أنهم يعتمدون على الشراء بشكل أساسي حيث يشاركون سنويا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إضافة إلى الشراء عن طريق بطاقة "visa card" بجانب بعض الإهداءات من المتبرعين.
ولفت مدير المكتبة إلى أن عملية اختيار الكتب تشارك فيها الهيئة التدريسية والطلبة المستفيدين، وموظفو المكتبة.
وبين أن المكتبة تحتوي على جناح خاص مهيأ للمكفوفين، يحتوي على كتب خاصة بلغة "بريل".