أكدّت أحزاب سياسية مصرية موالية للنظام المصري الحالي ضرورة العمل على فتح معبر رفح؛ لإنقاذ الفلسطينيين في قطاع غزة من الكارثة المحدقة بهم، وضرورة العمل على وضع آليات تراعي الجانب الإنساني في القطاع المحاصر بديلا عن الرؤية المتعلقة بالمصالح السياسية.
ودعا رؤساء الأحزاب في تصريحات منفصلة لـ"الرسالة نت"، اليوم الاثنين، إلى ضرورة تفعيل قنوات الحوار بين الجانب المصري وحركة حماس؛ لتجنب حالة التوتر القائمة بينهما.
وطبقًا لإحصائية نشرتها وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة، فإن معبر رفح المنفذ الوحيد بين قطاع غزة والعالم الخارجي لتنقل الأفراد، قد فتحت السلطات المصرية أبوابه خلال عام 2015 لمدة 19 يوم فقط!، ما فاقم الظروف الإنسانية والاجتماعية بين سكان القطاع.
وأكدّ موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد المصري، والمعروف بتأييده للنظام المصري، أن المعاناة الناجمة عن اغلاق المعبر كبيرة جدًا، مطالبًا بضرورة البحث عن حلول إنسانية "بعيدة عن لغة المصالحة التي يكتوي بنيرانها الشعب الفلسطيني في غزة".
وقال موسى لـ"الرسالة نت"، إن ما يجري لا ينبغي القبول فيه، ولا بد من تدخلات ومباحثات فعلية لإنهاء الوضع الراهن، وإيجاد اليات مختلفة تراعي إنسانية المحاصرين في غزة، الذين لا دخل لهم في الصراع الجاري.
يذكر أن حركة حماس قد أبدت موافقتها على دعم أي مقترح يهدف لفتح المعبر والتخفيف عن المواطنين، بناء على طلب الجانب المصري الذي يرفض التعامل مع الحركة؛ لحساسية الموقف السياسي في مصر.
وأشار موسى إلى أن هذه الخلافات لا دخل للغزيين بها ولا يجوز الزج بالأطفال والنساء والشيوخ ومن لا دخل لهم فيها، ولا بد من الفصل بين المصالح والشعوب التي تكافح لأجل أن تعيش، و"لا يجوز أن نبرر الوضع الراهن من أجل مصالح سياسية".
وفيما يتعلق بحجة الإرهاب في سيناء، فقد نبّه موسى إلى أن هؤلاء "الإرهابيين" يكتوي بنيرانهم الجميع دونما استثناء بما في ذلك قطاع غزة.
من جهته، أكدّ رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي وحيد الأقصري ضرورة تذويب الخلافات بين الطرفين، والتوافق على رؤية تؤدي الى لم الشمل بينهما مجددًا، مع تأكيده ضرورة العمل على فصل الجانب الإنساني عن الخلافات السياسية.
ودعا الأقصري إلى ضرورة فتح قنوات سياسية بين الطرفين للوصول الى رؤية تنهي المعاناة الراهنة، مع تأكيده بأن فتح المعبر يشكل حاجة إنسانية ملحة لأهل القطاع.
ومن الجدير ذكره ، اعتراف المخابرات المصرية ببراءة حركة حماس من التهم المنسوبة اليها في أحداث سيناء، وفق ما اعلنه الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس خلال اجتماعات تمت بينهما، وهو ما لم تنفه المخابرات المصرية.
واعتبر الأقصري هذا الإقرار دليل على صدق ما تحدثت به حماس بشأن براءتها تجاه هذه الاحداث، مطالبًا الدولة المصرية لفتح قنوات سياسية للتواصل مع حماس كي تنهي أي خلافات قائمة بينهما.
وإلى جانب ذلك، حمّلت أحزاب مصرية أخرى النظام المصري مسؤولية الكارثة التي يعيش فيها قطاع غزة، داعية إياه إلى ضرورة إنهاء هذه المعاناة.
جاء ذلك على لسان الدكتور عادل عفيفي رئيس حزب الاصالة المصري الذي دعا في حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى فتح معبر رفح كما يحدث مع نظيره في معبر طابا الذي يفصل بين الاحتلال ومصر.
وأكدّ عفيفي أن الجانب الإنساني يراعى في كل الأحوال حتى في مجال الحروب، فكيف عندما يتعلق الامر بخلاف سياسي فقط.
جدير أن نؤكد بأن حركة حماس أعلنت موافقتها لأي موقف من شأنه ان ينهي الازمة بين الطرفين، فيما أكدّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القنوات مفتوحة بين الطرفين، في إشارة وصفها المراقبون بالإيجابية دون أن تحمل في طياتها أي مفاهيم سلبية ضد الحركة.
ويتفق مع عفيفي الدكتور إبراهيم يسري الدبلوماسي السابق في الخارجية المصرية، والتي دعا فيها النظام الى رفع يده الثقيلة عن الشعب الفلسطيني، ودعمه بكل السبل والوسائل المتاحة خاصة في غزة التي تمثل عمقًا امنيًا وسياسيًا لمصر.
واستدل يسري على أهمية القطاع في الحروب التي شنتها إسرائيل على مصر سابقًا، والتي ما كانت لتحدث لو كان هناك دعم واسناد للمقاومة بغزة آنذاك.