اعتبر مايكل فلين المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية والقائد السابق لوحدة القوات الخاصة أن غزو العراق تسبب بظهور تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الأميركيين تصرفوا "بغباء كبير" بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وقال فلين في حوار مع صحيفة دير شبيغل الألمانية إن الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر اختارت الإجابة على سؤال "من أين قدم المهاجمون؟" بدلا من "لماذا يهاجموننا؟"، مشيرا إلى أن "العواطف العمياء" قادت واشنطن بعد 2001 في الاتجاه الخاطئ.
وأكد أنه لولا سقوط بغداد لما ظهر شيء اسمه تنظيم الدولة، وأن إسقاط نظام صدام حسين جلب ضررا أكبر إلى العراق، والأمر ذاته ينطبق على العقيد معمر القذافي في ليبيا التي سقطت في الفوضى بعد رحيله.
وتحدث فلين عن تطبيق تنظيم الدولة للتوجيهات التي رصدت في الوثائق التي وجدت مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن الذي دعا إلى انتشار المقاتلين في خلايا صغيرة وفي أوسع مساحة ممكنة ليسهل عليهم الحركة ويصعب كشفهم.
وقال إن الدول الغربية لم تتعامل بحزم مع التحذيرات بقرب شن هجمات واسعة في عدد من الدول الأوروبية، ولم تقم بمراقبة كافية لخلايا تنظيم الدولة التي تطورت وانتشرت في العديد من الدول الغربية.
وأشار فلين إلى أن الخطط التي كانت قائمة على استهداف القيادات لتفكيك التنظيمات المسلحة لم تنجح، بدليل أن أبو مصعب الزرقاوي كان أخطر من بن لادن، والبغدادي الآن أخطر من الزرقاوي، مؤكدا أنه كان يفضل اعتقال بن لادن والزرقاوي ومحاكمتهما بدلا من قتلهما وجعلهما من الشهداء والرموز لدى أتباعهما.
وقال إن الحرب على تنظيم الدولة لن تنجح إلا بتدخل بري يرافق الهجمات الجوية، واقترح الاستفادة من تجربة البلقان لحل الأزمة الحالية، وذلك عبر تقسيم المنطقة إلى قطاعات نفوذ بين الدول الكبرى بإشراف من الأمم المتحدة وفي إطار تحالف مع دول عربية حتى لا ينظر إلى هذا التحرك على أنه غزو أجنبي جديد.
وطالب فلين بأن يستمر الوجود الأجنبي لفترة طويلة ولغاية استقرار الأوضاع وعودة اللاجئين إلى مناطقهم.