بغداد – الرسالة نت
عاد الدم يصبغ المشهد اليومي العراقي من جديد، وعادت اصوات السيارات المفخخة ولحم الانتحاريين المحترق ينتشر في شوارع المدن العراقية ، وفقدت بغداد لحظات الأمن والامان التي تخطفها تحت حراب البنادق.
قتل نحو 100شخص على الأقل وأصيب حوالي 275 أمس الاثنين في سلسلة هجمات منسقة وانفجار سيارات مفخخة في مناطق مختلفة من العراق.ولقي 36 شخصا على الاقل بينهم عدد كبير من عناصر الأمن حتفهم وجرح أكثر من 150 آخرين في سلسلة هجمات منسقة استهدفت أمس حواجز أمنية ومنازل للشرطة في بغداد والموصل والفلوجة ومسجدا قرب العاصمة.
وافادت مصادر أمنية عراقية ان "احد عشر شخصا قتلوا واصيب سبعون آخرون بجروح اثر انفجار سيارة مفخخة قرب حسينية الحجاج في الصويرة" التي تبعد 60 كلم جنوب شرق بغداد.وأوضح المصدر ان "عبوة ناسفة انفجرت قرب المسجد من دون اضرار، ولدى تجمع الناس انفجرت سيارة كانت مركونة بالقرب منها، ما اسفر عن سقوط الضحايا".
كما قتل تسعة من عناصر الأمن واصيب 25 آخرون في عشر هجمات متفرقة بالاسلحة الرشاشة والمتفجرات استهدفت حواجز أمنية في بغداد.وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان العمليات كانت "منسقة".
واضاف ان "هذه العمليات تقع ضمن العمليات الارهابية الاعتيادية التي تواجهها قواتنا الامنية" مشيرا الى ان "الهجمات التي وقعت باسلحة كاتمة للصوت وعبوات لاصقة، كانت منسقة".وقالت المصادر ان "مسلحين اطلقوا النار من اسلحة رشاشة على حاجز تفتيش في شارع الغدير، جنوب شرق بغداد، ما اسفرعن مقتل اثنين من الجيش واصابة اثنين آخرين".
وفي حي الجهاد غرب بغداد هاجم مسلحون حاجزا للتفتيش تابعا للشرطة، وتبع ذلك تفجير عبوة ناسفة ما اسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة واصابة خمسة آخرين.
وفي هجوم آخر، قتل احد عناصر الشرطة بهجوم بالاسلحة الرشاشة قرب مرآب امانة وسط بغداد، واصيب آخر.وفي هجمات مماثلة في احياء العدل واليرموك والغزالية قتل ثلاثة من عناصر الجيش واصيب سبعة آخرون بجروح. وفي الدورة والزعفرانية انفجرت عبوتان ناسفتان استهدفتا الشرطة، ما اسفر عن اصابة خمسة آخرين فيما اصيب ثلاثة من عناصر الشرطة بجروح بعبوة ناسفة في منطقة السيدية.
وفي الموصل، قتل اثنان من عناصر البيشمركة "ميليشيا كردية" عندما هاجم انتحاري يقود سيارة مفخخة حاجزا امنيا مشتركا للتفتيش يضم قوات من الجيشين العراقي والأميركي شرق المدينة.وقال آزاد حويزي مدير اعلام البيشمركة ان "قوات البيشمركة طلبت من سائق شاحنة التوقف لكنه رفض، وفتحوا عليه النار ففجر الانتحاري السيارة، ما اسفر عن مقتل اثنين من عناصرنا واصابة آخر بجروح".
وأكد ان السيارة كانت متوجهة الى المناطق المسيحية شرق الموصل.وفي الفلوجة قتل اربعة اشخاص بتفجير خمسة منازل لعناصر الشرطة.
وفي الطارمية شمال بغداد، نجا قائمقام البلدة محمد جسام المشهداني، من انفجار استهدف موكبه فيما قتل ثلاثة من حراسه واصيب 16 آخرون.وكانت حصيلة اولية افادت مقتل احد حراسه.وفي محافظة بابل، قتل شخصان واصيب اثنان آخران بجروح، اثر انفجار عبوة ناسفة في محل لبيع المواد الغذائية في ناحية الاسكندرية.
كما اصيبت اثنتان من الزائرات الإيرانيات بجروح، اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة تقل زوارا إيرانيين متوجهين الى مدينة سامراء حيث مرقد الامامين الحسن العسكري وعلي الهادي.
وأكد مصدر امني ان عبوة ناسفة انفجرت على الطريق العام بالقرب من مدينة بلد.واصيب تسعة مزارعين في مدينة بلد اثر انفجار خمسة عبوات ناسفة داخل بساتينهم.
الى ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد ابطال مفعول عبوتين ناسفتين احداها قرب مسجد في حي جميلة شمال شرق بغداد.وأعلنت القيادة العثور على مستودع للاسلحة والاعتدة والمتفجرات في منطقة الدرعية الأولى جنوب بغداد.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية واخرى طبية مقتل 36 شخصا على الاقل واصابة مائة آخرين بجروح في انفجار سيارتين مفخختين استهدف عمال معمل نسيج الحلة جنوب بغداد.وأوضحت المصادر ان "سيارتين مفخختين انفجرتا بنفس الوقت اثناء خروج عمال معمل نسيج الناعم في الحلة ما اسفر عن مقتل 36 شخصا واصابة نحو مائة آخرين".
واضاف ان "الانفجارين وقعا وقت انتهاء العمل، حيث يشهد المرآب خارجه ازدحاما شديدا".وفي البصرة اوقعت ثلاثة انفجارات مفخخة حوالي 15قتيلا و18 جريحا وفق مصدر في الشرطة، وقال المصدر ان الانفجار وقع في سوق مكتظة بوسط المدينة في الوقت ذاته بدأت قوات الأمن بفرض طوق امني حول المدينة كما فرضت حظر تجوال في المدينة.
وعلى صعيد متصل، أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس الاثنين القبض على قائد احدى الجماعات الاسلامية المتطرفة في مدينة ديالى.واوضح المصدر ان "قوة أمنية تمكنت من القبض على قائد كتائب حماس العراق حيدر فاضل حسين الزهيري، في منطقة التحرير، وسط مدينة بعقوبة".
واضاف ان "العملية جرت منتصف ليل الأحد الاثنين في احد المنازل".وقال المصدر نفسه ان "الزهيري مطلوب بالعديد من التهم ومتورط بتفجيرات عدد من المساجد الشيعية والمنازل والخطف والقتل".
وحماس العراق التي تعرف نفسها على انها حركة المقاومة الاسلامية في العراق تأسست في 2003 بعد الغزو الأميركي للعراق وتنشط في بغداد والانبار وصلاح الدين وديالى والموصل، بحسب مواقع اسلامية إلكترونية.
وكانت هذه الجماعة تعمل مع كتائب ثورة العشرين المقربة من هيئة علماء المسلمين قبل ان تنشق عنها لتشكل جناحا مسلحا اطلقت عليه اسم كتائب الفتح الاسلامي، بحسب المصادر ذاتها.واخيرا، اصدرت قيادة عمليات بغداد اوامرها الى جميع الحواجز الامنية والدوريات في بغداد بسحب جميع الاسلحة التي لا تحمل اجازات صادرة من وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد حصرا. وطلبت قيادة عمليات بغداد اعتبار جميع الوثائق الصادرة من الجهات غير المخولة باطلة والا يتم اعتمادها رسميا.