لم يكترث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لما يجري في الأراضي الفلسطينية، من أوضاع متدهورة واستشهاد أكثر من مائة مواطن خلال الانتفاضة الجارية، وراح مهرولاً إلى باريس لمصافحة من تلطخت يده بدماء الفلسطينيين.
تناسى رئيس السلطة عشرات الإعدامات للأطفال والنساء ولم يرفض مصافحة مرتكبها بل لم تفارق الابتسامة محياه، في المقابل فإن نتنياهو صفع رئيس السلطة حين صرح بعد نهاية الجلسة بأن ما جرى ضرورة بروتوكولية فقط" ولا يعني تغير العلاقات أو إنهاء الصراع، فيما التزم أبو مازن الصمت.
تلك التناقضات بين الرئيسين أشعلت أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، التي ثارت غضباً على عباس، الذي لم يعطِ أي اهتمام لعذابات شعبه .
وعلّق المختص في الشأن الدولي د. وليد المدلل، على ذلك قائلاً "نتنياهو يهتم بشعبه ويصطف بجانبه على عكس عباس الذي مازال يراهن على (إسرائيل) ويأمل العودة للمفاوضات".
وشن نتنياهو هجوماً حاداً على رئيس السلطة عباس بعد وقت قصيرة من مصافحته خلال التقاط صورة تذكارية للزعماء المشاركين في المؤتمر قائلاً "من المهم أن يرى العالم أننا مستعدون لإجراءات محادثات ولكن لا توجد لديّ أية أوهام بالنسبة لأبو مازن".
ويرى المدلل أن عباس مازال متمسكاً بمبادئه والاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، في وقت تنكرت الأخيرة لها، معتبراً أن المصافحة بمنزلة "مباركة عباس لنتنياهو على جرائمه ضد الفلسطينيين".
ويقول "كان بإمكان عباس عدم مصافحة نتنياهو، لكنه لا يريد ذلك، لأنه يؤمن بالحل السلمي والعودة للمفاوضات، ولو دُعي لذلك سيُلبي ولن يتردد.
وعدّ د. عبد الستار قاسم استاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح، ما فعله رئيس السلطة "عداء وإهانة ارتكبها عباس بحق الشعب الفلسطيني، والشهداء والانتفاضة"، واصفاً إياه بـ "الشخص المعادي للقضية الفلسطينية".
وبات من الواضح أن وقوف عباس إلى جانب شعبه أصبح أمراً مستحيلاً وهذا ما تظهره تصرفاته، بحسب قاسم، قائلا "لا يجرؤ على تسجيل موقف يناصر الشعب الفلسطيني، فهو يلهث وراء العدو أملاً أن يشفق عليه ويعطيه شيئاً".
وبالعودة إلى المدلل فقد أرجع إصراره وتثبته بالمفاوضات، للحفاظ على منصبه الذي انتهى منذ عدة عقود.
وسيبقى عباس يلهث وراء العملية السياسية "الوهمية"، التي أرهقت الشعب الفلسطيني وزادته ضعفاً ودفعت الاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم.