أقرت (إسرائيل) لأول مرة أن حقول الغاز الطبيعي التي استولت عليها في البحر الأبيض المتوسط قد تعرضت خلال الحرب الأخيرة على غزة لهجمات نفذتها "كتائب عز الدين القسام"، لكنها لم تنجح في إصابتها.
وقد تبين أن المناورات البحرية الضخمة التي أجراها سلاح البحرية الإسرائيلي مؤخراً في البحر الأبيض المتوسط مرتبطة كانت استخلاصاً للعبر من الحرب الأخيرة وتحوطاً لتعرض الحقول لهجمات جديدة.
وكشف الجنرال يوسي كوهين، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس نفذت هجمات خلال الحرب الأخيرة على غزة على حقول الغاز الإسرائيلية لكن هذه الهجمات فشلت في تحقيق إصابة مباشرة.
ونقلت صحيفة "ذي ماركير" الإسرائيلية الاقتصادية عن كوهين في عددها الاثنين الماضي قوله خلال تقديمه إفادة أمام لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست إن المنظمات التي تناصب (إسرائيل) العداء باتت تملك الآن أسلحة "أكثر دقة بإمكانها المس بهذه الحقول بشكل مباشر".
وطالب كوهين بالإسراع بتطبيق خطة الحكومة لتصدير الغاز من أجل توفير مخصصات لتمويل عمليات تأمين الحقول على مدار الساعة، لكنه لم يوضح طابع الهجمات التي استهدفت حقول الغاز خلال الحرب ولا الوسائل التي استخدمت فيها.
ويذكر أن صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد نقلت مؤخراً عن الجنرال رام روطمبيرغ قائد سلاح البحرية الإسرائيلي قوله إن (إسرائيل) تتحسب لقيام "الكوماندو البحري" التابع لـ "كتائب القسام" بعمليات تهدف للمس بحقول الغاز، مشدداً على أنه لا يستبعد أن تحاول "الكتائب" أسر العاملين في الحقول ومحاولة مبادلتهم بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
ولم يستبعد روطمبيرغ أن يستخدم مقاتلو حماس الضفادع البشرية في عمليات تسلل بهدف الوصول للحقول والمس بها.
وفي سياق متصل، تعاظمت الدعوات داخل (إسرائيل) للاعتراف بعجز وسائل الحسم العسكري والأمن والاستخباري عن وضع حد لانتفاضة القدس.
وحذرت نخب إسرائيلية وازنة من أن عدم استعداد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاعتراف بالواقع يدفعه لاتخاذ خطوات لا تزيد الأمور إلا تعقيداً.
وقال المعلق العسكري والسياسي ران إيدليست إن سياسات نتنياهو أفضت إلى تسليم قطاعات من المجتمع الإسرائيلي بحدوث العمليات، مشيراً إلى أن هذه العمليات باتت جزءاً من الجدول اليومي للمستوطنين في (إسرائيل).
وحذر في مقال نشرته صحيفة "معاريف" من أن قائمة العقوبات الجماعية التي يأمر نتنياهو بفرضها على الفلسطينيين بشكل يومي لم تفض إلا إلى تعاظم الدافعية لدى الجمهور الفلسطيني لتنفيذ العمليات والتصميم على محاولة إلحاق أكبر قدر من الأذى لإسرائيل.
وشدد على أن اليأس من إمكانية وقف هذه الموجة من العمليات يدفع نتنياهو إلى التعلق بأفكار "بائسة" لا تعجز عن وقف تعاظم اشتعال الانتفاضة، بل أنها أيضا تسهم في المس بمكانة (إسرائيل) الدولية وتقديم مسوغات إضافية لتجريمها في أرجاء العالم".
وتساءل المعلق العسكري: "اليمين الحاكم يدعو لطرد عائلات منفذي العمليات، وهذا الأسلوب لم ينجح في الماضي ولن ينجح الآن، وماذا سنفعل عندها هل سنقوم بطرد حمولة كل منفذ عملية".
ونوه إلى أن نتنياهو يستيقظ كل يوم وهو يسأل نفسه:" ماذا سنقول للمواطنين الذي يتملكهم الفزع والخوف مما يحدث، كيف بالإمكانة تهدئة روعهم".
وأكد أن أخطر التداعيات للانتفاضة الحالية هو أنها يمكن أن تفضي إلى انهيار السلطة الفلسطينية "مما يعني أن تتحمل (إسرائيل) تبعات احتلالها المباشر للضفة الغربية، ما كل ما يترتب عليه ذلك من دفع ثمن اقتصادي وسياسي باهظ".
وفي السياق، قال المعلق بن كاسبيت إن العقوبات الجماعية التي يأمر بها نتنياهو يمكن أن تفضي إلى تقديم لوائح اتهام ضد (إسرائيل) أمام محاكم جرائم الحرب الدولية.
وفي تعليق بثته قناة التلفزة العاشرة ، نوه كاسبيت إلى أن "المرء لا يحتاج أن يكون خبير قانون ليدرك أن طرد عوائل منفذي العمليات من الضفة الغربية إلى قطاع غزة هي جريمة حرب متكاملة الأركان".
ونصح كاسبيت نتنياهو بالإقدام على خطوات سياسية عاجلة من أجل تدارك الوضع ووضع حد لحالة التدهور الكبيرة في الأوضاع الأمنية.
وشدد على أننا يتوجب أن نعي طابع العوامل التي تدفع الشباب الفلسطيني لتنفيذ العمليات، مستعيداً العبارة التي قالها رئيس الوزراء ووزير الحرب ورئيس هيئة الأركان الأسبق إيهود براك، عندما قال: " لو ولدت فلسطينياً لانضممت إلى إحدى المنظمات الإرهابية".
وفي السياق قال الكاتب الإسرائيلي آرييه شفيت إن (إسرائيل) لا تملك ما يمكن أن تهدد به الفلسطينيين.
وفي مقابلة مع قناة التلفزة الأولى ، قال شفيت:" الاحتلال هو من دفع الفلسطينيين للبحث عن الموت لذا لا يوجد لدينا ما يمكننا أن نهددهم به وهذا سر عجز جيشنا ومخابراتنا في مواجهة الانتفاضة".