صعّدت الدبلوماسية التركية لهجتها ضد موسكو، بعد أكثر من أسبوعين على تبنيها لغة هادئة على الصعيد الدبلوماسي والحكومي، في وجه التصريحات الروسية المتوترة، وما رافقها من عقوبات اقتصادية فرضتها موسكو على وارداتها من المنتجات التركية.
وعلّق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الجمعة، على دعوة الروس لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة بين أنقرة وبغداد، بأنّ "للصبر التركي حدوداً".
وأوضح تشاووش أوغلو، في مقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية التركية، أنّ "هناك أزمة محددة مع روسيا، ولكننا لا نستغل جميع المحافل الدولية لشن حملة على روسيا، بل نتصرف كدولة ناضجة ومعاصرة، ولكنْ لصبرنا أيضاً حدود".
إلا أنّه أشار، في الوقت نفسه، إلى أنّ أمر رفع أو خفض تعداد القوات التركية في العراق هو أمر متروك للتقدير المشترك، قائلاً إنّ "رفع أو خفض تعداد قواتنا في بعشيقة هو قرار مشترك بيننا، ولربما نضطر إلى رفع تعداد هذه القوات لحين زوال الخطر المتواجد، وقد تطلب بغداد ذلك، وليس علينا أن نرى قواتنا المتواجدة في بعشيقة تهديداً لحكومة بغداد، حيث تضم الأراضي العراقية العديد من القوات العسكرية لحماية حكومة بغداد".
وفي هذا السياق، اتّهم تشاووش أوغلو الرئيس السابق للحكومة العراقية، نوري المالكي، بالعمل على إثارة الأزمة، قائلاً: "منذ تداول الصحف للمعلومات، عمل المالكي على إثارة الأزمة بيننا، مما خلق حساسيات في بغداد".
وأضاف أنّه "على الرغم من تكوين حكومة وحدة وطنية في العراق، إلا أنه للأسف ما زال غير قابل للحكم".
وعقب طلب موسكو مناقشة الأزمة بين أنقرة وبغداد في مجلس الأمن، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدوره، التواجد الروسي في سورية، قائلاً إنّ "روسيا ليست طرفاً في هذا الأمر (التوتر بين بغداد وأنقرة)، كما أن مجلس الأمن رفض الطلب الروسي لمناقشة الأزمة".
وأوضح أردوغان، في مؤتمر صحافي عقده مع أعضاء المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك، أمس الخميس: "نحن لا نتواجد في كل مكان يطلب منا التواجد به، ولكن لدينا خصوصيتنا، وهي أنه من جانب لدينا حدود مع سورية يبلغ طولها 911 كيلومتراً، وهو أمر حيوي للغاية بالنسبة لنا، ومن جانب آخر لدينا حدود مع العراق تصل إلى 390 كيلومتراً، وهذا أيضاً أمر مهم بالنسبة لنا، ولكن السؤال الأهم هل لروسيا أي حدود مع هاتين الدولتين".
ولفت إلى أنّ "القاعدة الروسية في ميناء طرطوس معروفة، ولكن الآن يعملون على إنشاء قاعدة لهم في الشمال في مدينة اللاذقية وضعوا فيها طيراناً وصواريخ، ولذلك على روسيا أن توضح للعالم، لمَ تتواجد هناك".