أكدّت أحزاب سياسية مصرية موالية للنظام المصري الحالي ضرورة العمل على فتح معبر رفح؛ لإنقاذ الفلسطينيين في قطاع غزة من الكارثة المحدقة بهم، وضرورة العمل على وضع آليات تراعي الجانب الإنساني في القطاع المحاصر بديلا عن الرؤية المتعلقة بالمصالح السياسية.
ودعا رؤساء الأحزاب في تصريحات منفصلة لـ "الرسالة نت"، إلى ضرورة تفعيل قنوات الحوار بين الجانب المصري وحركة حماس؛ لتجنب حالة التوتر القائمة بينهما.
وقد أكدّت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أن إغلاق معبر رفح منذ بداية عام 2015 الجاري، بلغ 321 يوم، في أسوأ إحصائية يشهدها عمل المعبر منذ عام 2009, ما فاقم الظروف الإنسانية والاجتماعية بين سكان القطاع.
وأكدّ موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد المصري، والمعروف بتأييده للنظام المصري، أن المعاناة الناجمة عن اغلاق المعبر كبيرة جدًا، مطالبًا بضرورة البحث عن حلول إنسانية "بعيدة عن لغة المصالحة التي يكتوي بنيرانها الشعب الفلسطيني في غزة".
وقال موسى لـ "الرسالة نت "، إن ما يجري لا ينبغي القبول به، ولا بد من تدخلات ومباحثات فعلية لإنهاء الوضع الراهن، وإيجاد أليات مختلفة تراعي إنسانية المحاصرين في غزة، الذين لا دخل لهم في الصراع الجاري.
يذكر أن حركة حماس قد أبدت موافقتها على دعم أي مقترح يهدف لفتح المعبر والتخفيف عن المواطنين، بناء على طلب الجانب المصري الذي يرفض التعامل مع الحركة؛ لحساسية الموقف السياسي في مصر.
وأشار موسى إلى أن هذه الخلافات لا دخل للغزيين بها ولا يجوز الزج بالأطفال والنساء والشيوخ ومن لا دخل لهم فيها، ولا بد من الفصل بين المصالح والشعوب التي تكافح لأجل أن تعيش، و "لا يجوز أن نبرر الوضع الراهن بالمصالح السياسية".
وفيما يتعلق بحجة الإرهاب في سيناء، فقد نبّه موسى إلى أن هؤلاء "الإرهابيين" يكتوي بنيرانهم الجميع دونما استثناء بما في ذلك قطاع غزة.
من جهته، أكدّ رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي وحيد الأقصري ضرورة تذويب الخلافات بين الطرفين، والتوافق على رؤية تؤدي إلى لم الشمل بينهما مجددًا، مع تأكيده ضرورة العمل على فصل الجانب الإنساني عن الخلافات السياسية.
ودعا الأقصري إلى ضرورة فتح قنوات سياسية بين الطرفين للوصول الى رؤية تنهي المعاناة الراهنة، مع تأكيده بأن فتح المعبر يشكل حاجة إنسانية ملحة لأهل القطاع.
والجدير ذكره، أن المخابرات المصرية اعترفت ببراءة حركة حماس من التهم المنسوبة اليها في أحداث سيناء، وفق ما أعلنه الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس خلال اجتماعات تمت بينهما، وهو ما لم تنفه المخابرات المصرية.
واعتبر الأقصري هذا الإقرار دليل على صدق ما تحدثت به حماس بشأن براءتها من هذه الاحداث، مطالبًا الدولة المصرية بفتح قنوات سياسية للتواصل مع حماس كي تنهي أي خلافات قائمة بينهما.
وإلى جانب ذلك، حمّلت أحزاب مصرية أخرى النظام المصري مسؤولية الكارثة التي يعيش فيها قطاع غزة، داعية إياه إلى ضرورة إنهاء هذه المعاناة.
جاء ذلك على لسان الدكتور عادل عفيفي رئيس حزب الاصالة المصري الذي دعا في حديثه لـ "الرسالة نت"، إلى فتح معبر رفح كما يفتح معبر طابا الذي يفصل بين الاحتلال ومصر.
وأكدّ عفيفي أن الجانب الإنساني يراعى في كل الأحوال حتى في الحروب، فكيف عندما يتعلق الامر بخلاف سياسي فقط.
ويتفق مع عفيفي الدكتور إبراهيم يسري الدبلوماسي السابق في الخارجية المصرية، والذي دعا النظام الى رفع يده الثقيلة عن الشعب الفلسطيني، ودعمه بكل السبل والوسائل المتاحة خاصة في غزة التي تمثل عمقًا امنيًا وسياسيًا لمصر.
واستدل يسري على أهمية القطاع في الحروب التي شنتها إسرائيل على مصر سابقًا، والتي ما كانت لتحدث لو كان هناك دعم واسناد للمقاومة بغزة آنذاك.
ويوجد في قطاع غزة حوالي 25 ألف مواطن مسجلين للسفر، بينهم 3500 مريض من ذوي الحالات المزمنة في قطاع غزة، لا تسمح لهم السلطات المصرية بالسفر، وفق ما اشارت اليه وزارة الداخلية.