قالت روسيا إن نشر قوات تركية في شمال العراق "توغل غير قانوني"، في حين شهدت بغداد تظاهرة للحشد الشعبي تطالب بانسحاب القوات التركية من العراق.
وقالت وزارة الخارجية الروسية -في بيان لها السبت- إن الوزير سيرغي لافروف بحث الأمر هاتفيا مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، وأضافت أن "الجانب الروسي عبّر عن موقفه الحاسم بدعم سيادة العراق وسلامة أراضيه".
وكانت تركيا أرسلت قرابة 150 جنديا مؤخرا إلى منطقة بعشيقة (قرب الموصل) لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام، وتم استقدام بين 20 و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل.
ولجأ العراق لمجلس الأمن الدولي الجمعة للمطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط لجميع القوات التركية من شمال البلاد، مؤكدا أن وجود هذه القوات "انتهاك صارخ" للقانون الدولي.
في المقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من غير الوارد سحب القوة التركية، وأشار إلى أن وجود القوات التركية في العراق جاء بطلب مباشر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ملمحا إلى دور روسي في تصعيد الأزمة بين أنقرة وبغداد.
لكن العبادي قال مساء أمس الجمعة في خطاب متلفز إن القوات التركية "دخلت عنوة" إلى الموصل، مؤكدا أن وجودها "لم يتم بطلب رسمي ولا شفوي ولا تحريري"، بحسب قوله.
وأجرى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري مباحثات مع الوفد التركي الذي أرسلته أنقرة لبحث الأزمة، حيث أعلن الموقع الرسمي للجعفري أن بغداد أبلغت الوفد موقفها باعتبار الوجود العسكري التركي هناك يشكل خرقا للسيادة العراقية، وطالبت بانسحابها.
من ناحيته، قال مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس الجمعة إن تركيا قررت خلال محادثات مع مسؤولين عراقيين "إعادة تنظيم" قواتها في بعشيقة.
في سياق متصل، تجمع آلاف المحتجين -ومعظمهم عناصر من فصائل الحشد الشعبي- وسط بغداد السبت للمطالبة بانسحاب القوات التركية من شمال العراق.
ودعت مجموعات من الحشد الشعبي -المؤلفة في معظمها من مليشيات شيعية مدعومة إيرانيا- إلى التظاهر ضد التواجد العسكري التركي.
وقال علي الربيعي قائد لواء من الحشد متمركز في منطقة أبو غريب (غرب بغداد) "كوني آمر لواء عسكري لست راضيا تماما عن تحرك الحكومة، ونحن هنا لنقول إن صبر العراق قد نفد".
وأضاف أنه كان على رئيس الوزراء العراقي أن يضرب "بيد من حديد منذ البداية"، وتابع "نحن كلواء جاهزون وبانتظار ساعة الصفر لأي تحرك عسكري".
وكان معظم المشاركين في التظاهرة شبانا يرتدون الزي العسكري، وكانت التظاهرة منظمة للغاية، حيث تجمعت عند ساحة التحرير (وسط بغداد)، بينما انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن لحراسة التظاهرة على الأرض وفوق المباني، وأغلقت الطرق على بعد عدة كيلومترات من موقع التظاهرة.
وكان المرجع الشيعي علي السيستاني رأى أن الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها، من غير أن يشير صراحة إلى تركيا التي تتهمها بغداد بخرق حرمة أراضيها، بينما وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التدخل التركي بأنه "احتلال".
الجزيرة نت