سحبت تركيا جزءا من قواتها في مخيم بعشيقة قرب الموصل إلى شمال العراق في إطار إعادة تنظيم جديدة لهؤلاء الجنود، وذلك بعد توتر مع العراق الذي قدم احتجاجا لدى مجلس الأمن.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر عسكرية أن جزءا من القوات المتمركزة بمعسكر بعشيقة في محافظة نينوى انتقل إلى شمال العراق في إطار "ترتيبات جديدة"، من دون أن تحدد وجهتها بالضبط.
وقال مراسل الجزيرة إن الجنود الأتراك انسحبوا في قافلة تضم ما بين عشر و12 شاحنة، وترافقهم عدد من الدبابات.
ونقلا عن مصدر في رئاسة إقليم كردستان العراق، فإن الانسحاب جاء بعد تفاهمات جديدة بين أنقرة وبغداد وبطلب من مجلس الأمن الدولي.
وكانت ناقلات خاصة دخلت الإقليم عبر معبر إبراهيم الخليل ليلة أمس متوجهة إلى معسكر بعشيقة المحاذي لمدينة الموصل، وقامت بسحب الأسلحة الثقيلة التركية التي كانت متواجدة هناك.
وقالت مصادر في مجلس محافظة نينوى إن القوة التي انسحبت يقدر عددها بعشرات من الجنود الأتراك وأربع ناقلات آليات كانت محملة بدبابتين (من أصل 15 دبابة) ومدرعة ومدفع ثقيل واحد.
وأكدت تلك المصادر أن القوة تم سحبها من معسكر زليكان التابع لناحية السيخان الواقعة شمال مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ يونيو/حزيران من العام الماضي.
يذكر أن القوات التركية كانت تتألف من تسعمئة جندي، و16 دبابة وعشرين مدرعة إضافة إلى عربات نقل الجنود كانت تتواجد في معسكر بعشيقة.
وكانت تركيا أرسلت قبل فترة وجيزة قرابة 150 جنديا إلى منطقة بعشيقة (قرب الموصل) لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام، وتم استقدام ما بين عشرين و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل.
لكن العراق لجأ الجمعة لمجلس الأمن الدولي للمطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط لجميع القوات التركية من شمال البلاد، مؤكدا أن وجود هذه القوات "انتهاك صارخ" للقانون الدولي.
في المقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من غير الوارد سحب القوة التركية، واصفا العراق بأنه أصبح "مرتعا للإرهاب" يهدد تركيا.
وأشار في مقابلة مع الجزيرة إلى أن وجود القوات التركية في العراق جاء بطلب مباشر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ملمحا إلى دور روسي في تصعيد الأزمة بين أنقرة وبغداد.