دنت من الأرض ورقدت على "مصطبة" أحد المحلات الممتدة على جوانب شارع عمر المختار بمدينة غزة، ثم التقطت أنفاسها بعد أن وصلت أخيراً بجسدها المتعب إلى المسيرة، جلست الحاجة نوال البلبيسي (65عاماً) في مكان قريب عليها، لتشاهد مراسم الانطلاقة الحمساوية.
تقول البلبيسي لـ "الرسالة نت": "جئت اليوم وفي ظل الجو الماطر، لأشارك حركة حماس في انطلاقاتها المباركة، ونصرة للأقصى وإعلاء راية الحق والنصر".
وأحيت حركة حماس ذكرى انطلاقتها الثامنة والعشرين، باحتفال مركزي بمدينة غزة وبعض المسيرات في محافظات القطاع، بعدما ألغت مهرجانها كما في الأعوام السابقة.
أخذت الحاجة البلبيسي تلوّح بالراية الخضراء وتردد "يجب على كل الشعب الفلسطيني أن يناصر حماس ويقف معها في انطلاقاتها لأنها قدمت لنا الكثير"، معربةً عن أملها أن يفك الحصار عنها لإكمال مشروعها الوطني.
وعلى مقربة من الحاجة الستينية، تقف سارة عسلية في العقد الثاني من عمرها، وتحمل بين يديها طفلتها جنى (ثمانية شهور) التي اكتست لباساً يجسد المقاومة ووضعت على جبينها عصبة كُتب عليها "كتائب القسام" لفتت أنظار الحضور والمشاركين في المسيرة.
وتقول عسلية: "جئنا لنثبت للعالم أجمع، أن جماهير حماس في ازدياد يوما بعد يوم، لأنها حركة تدافع عن المشروع الوطني".
وتؤكد العشرينية وقوفها إلى جانب حماس التي تنصر الظالم وتقف مع المظلوم، مضيفاً "حماس بعد 28 عاماً ازدادت صموداً وتحدياً".
وعلى زاوية أخرى من المسيرة، اصطف مجموعة من الشبان بعضهم يضع عصبة "كتائب القسام"، حيث قال أشرف حمادة ذو الأربعين عاماً " انطلاقة حماس تجدد العهد وتضخ دماء جديدة في حياة الشعب الفلسطيني".
"سنبقى ماضون في طريق الجهاد والمقاومة، حتى تحرير كل شبر من أرض فلسطين من دنس الاحتلال الاسرائيلي"، يضيف حمادة.
فيما ردد صديقه الآخر "تأتي انطلاقة حماس في ظل انتفاضة القدس، لتجدد عهدها أنها ماضية في الدفاع عن الأرض والمقدسات الاسلامية، ورفض تمرير مخططات الاحتلال".
وخيّم على مهرجان الانطلاقة اهتمام الغزيين بحركة حماس ونصرتهم لها، خاصة في ظل ما يحاك ضدها من مؤامرات عربية ودولية.
بدوره، قال توفيق أبو نعيم القيادي في حركة حماس لـ "الرسالة نت": "حماس صنعت المستحيل في قطاع غزة، وستكمل مشوارها النضالي حتى تحرير فلسطين بإذن الله".
وأضاف أبو نعيم "سنترك الكلمة الفصل للقسام فيما يتعلق بقضية الأسرى"، معرباً عن أمله أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال.
وتأتي هذه الانطلاقة في ظل ضغوط دولية واقليمية صعبة، إضافة إلى الاجراءات القمعية من قبل السلطة الفلسطينية، وتزامناً مع اندلاع انتفاضة القدس منذ أكثر من شهرين.