قائمة الموقع

يديعوت : هدم بيوت منفذي العمليات.. غـيـر أخـلاقـي

2015-12-16T07:00:19+02:00
جانب من هدم بيوت منفذي العمليات
بقلم: يرون لندن

في مقابلة في القناة السابعة تباهت وزيرة العدل بتسريع الاجراءات التي تؤدي الى السماح للمحكمة العليا بهدم بيوت عائلات "المخربين". وقالت انه في الماضي استمرت المداولات في ذلك بضعة اشهر، أما الآن فبضعة اسابيع فقط.

لم تُسأل آييلت شكيد عن الجانب الاخلاقي للعمل، ولا عن غايته، لأنه في أوساط المستوطنين لا شك في عدالته، وللحقيقة يقال إنه في اوساط الجمهور الغفير ايضا اندحر الجدال في ذلك الى الهوامش المتطرفة. فاستمرار ضرب السكاكين العفوي لا يدعم مبرر الردع من خلال هدم البيوت، ولكن يمكن دوما الادعاء بان تسريع هدم المزيد من البيوت سيبيد الثورة الفلسطينية، وأن انعدام التصميم وحده هو ما يعيق اسكاتها. وبودي أن اجدد البحث في هاتين المسألتين معا – المبرر الاخلاقي والغاية العملية.

لا معنى للتمسك بآيات من التوراة تعالج مسألة العقاب الذي يفرض على الابناء في اعقاب جرائم أهلهم/ وعلى الاهل على جرائم ابنائهم. فقد سبق أن تعلمنا بان تفسير التوراة عمل سحري يطهر المدنسين ويدنس الطاهرين. والجواب على السؤال اذا كان مسموحا أم محظورا معاقبة الآباء بسبب الابناء يقع في جوهر العدل، فمن يعتقد ان هذا عمل عادل  سيجد صعوبة في أن يجد سببا بموجبه لا ينبغي قطع يد سارق واقامة عواميد اعدام في ميادين المدن، العقوبات التي أثبتت نجاعتها في حالات غير قليلة.

إنه الردع عن طريق العقاب التعسفي للافراد، قلة كانوا أم كثرا، على فرض انهم مؤهلون للجريمة، وعليه فمن المجدي معاقبتهم مسبقا من أجل عرضهم كقدوة للمجرمين المحتملين. هذا عقاب احصائي يستند الى الصلة التي بين تكرار الجريمة وبين المناخ الاجتماعي: الاحتمال في أن تخرج عائلة من  اليهود من أوساطها فردا يقتل يهودا أكبر من احتمال ان يخرج قاتل لليهود من عائلة محبي امم العالم.

علاقات احصائية مشابهة ستنكشف ايضا اذا ما دخلنا مدينة كبيرة او احتللنا شعبا كاملا: لا شك أن الاحتمال كبير في أن ينمو ارهابيون في مدينة، الكثير من سكانها يمجدون القتلة، وفي اوساط شعب في قلوب الكثيرين من ابنائه تعتمل كراهية عميقة للشعب الجار. والاستنتاج الناشئ هو أنه من المجدي توسيع عصي الردع وهدم ليس فقط بيوت الافراد بل الاحياء والمدن.

هكذا بالضبط تتصرف انظمة الطغيان. فهم يعاقبون أيضا كل من له صلة بمن يصنف كخطر على الحكم – ابناء عائلته، ابناء طائفته، الناس الذين يسكنون في محيطه، والناس الذين على ما يبدو يحملون آراء كآرائه. وبالمقابل، برأي ابناء الثقافة، فان معاقبة الاقرباء، حتى وان ارتدت رداء القانون، لا تختلف عن العمل الارهابي. فالإرهابي يريد أن يهز النظام من خلال المس الاعمى بالأفراد، والدولة الارهابية تحاول أن تردع الافراد من خلال فرض عقوبات على السكان الذين خرج من بينهم.

يكفي حكم الطغيان الاشتباه بان محيط الارهابي يشجعه، بغض النظر عن مؤامراته، يؤيد آراءه دون ان يساعده عمليا او لا يفعل ما يكفي كي يوقفه. أليس هكذا يدعي الارهابيون ايضا؟ بالنسبة لأيديولوجي الارهاب، فان كل ابناء المجتمع الاستعبادي مذنبون، ومن أجل ازالة ظلمه لا ينبغي التمييز بين المستعبدين عمليا وبين فلان وعلان. الكل مذنب.

ان استراتيجية الارهاب ضد الارهاب كفيلة بان تسحق الارهاب شريطة المواظبة عليها واستخدامها بقوة اكبر ودون أي كابح اخلاقي، ولكنها بشكل عام تشعل شهية الثأر وتعزز المبرر الايديولوجي للارهاب. الارهاب يولد ارهابا، واقدر ان هكذا سيكون مع ازدياد هدم البيوت.

يديعوت احرنوت

 

اخبار ذات صلة