اتفق رئيسا مجلس النواب والمؤتمر بليبيا اليوم الأربعاء على تسريع تشكيل حكومة وفاق وطني، كما أعلنا رفضهما اتفاق السلام الذي رعته الأمم المتحدة.
فقد رفض رئيسا مجلس النواب الليبي المنحل عقيلة صالح والمؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين اليوم اتفاق السلام الذي رعته الأمم المتحدة، وأعلنا عن اتفاقهما على تسريع تشكيل حكومة وفاق وطني تمثل كل الليبيين، بينما تأجل توقيع اتفاق الحوار الليبي الذي تم برعاية أممية إلى غد الخميس في مدينة الصخيرات المغربية.
وقال عقيلة في مؤتمر صحفي مشترك مع بوسهمين في مالطا إن ليبيا تحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي ولكنها ترفض أي ضغوط أو إملاءات من الخارج، وأضاف أنه اتفق مع رئيس المؤتمر الوطني على تشكيل حكومة توافق وطني على ألا تكون مفروضة من الخارج.
من جانبه، ذكر بوسهمين أنه بحث مع صالح في اجتماع بالعاصمة المالطية فاليتا، وهو الأول بين الرجلين، بنودا من اتفاق الأمم المتحدة، لكنه طلب من المجتمع الدولي اعتبار اجتماعهما وسيلة إلى توافق ليبي.
نقاط الاتفاق
وأشار بيان صادر عن اللقاء المشترك بين رئيسي مجلس النواب والمؤتمر الوطني إلى أن الطرفين اتفقا على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني تمثل كل الليبيين، وتحقق أهداف ثورة الـ17 من فبراير/شباط، وتقود البلاد في ما تبقى من المرحلة الانتقالية، إلى جانب العزم على مكافحة "الإرهاب" بجميع صوره.
وأكد البيان أن لقاء مالطا وما سبقه وما يتلوه يتم في إطار عملية الحوار التي تشرف عليها بعثة الأمم المتحدة، ولا يشكل أي خروج عليها، وإنما هو استكمال وتصحيح لبعض مخرجات الحوار.
ودعا البيان المنظمة الدولية ومبعوثها إلى ليبيا مارتن كوبلر إلى رعاية هذه الجهود وإعطائها الفرصة الكافية، وعدم التسرع في اتخاد أي خطوات من شأنها فرض المخرجات الحالية لمشروع الاتفاق دون حل المعضلات التي يطرحها هذا المشروع.
ويندرج اللقاء بين صالح وبوسهمين في إطار استكمال الاتفاق المنبثق عن الحوار الليبي الذي أبرمه ممثلون عن كلا البرلمانيين في تونس الأسبوع الماضي.
عقبة رئيسية
وأوردت وكالة رويترز نقلا عن بعض الدبلوماسيين الغربيين قولهم إن بوسهمين وصالح هما العقبة الرئيسة أمام دعم اتفاق الأمم المتحدة والتصويت عليه، وإن عقوبات قد تفرض عليهما إذا تم توقيع اتفاق دونهما.
وأعلن الفرقاء الليبيون بمالطا الاتفاق على تشكيل مجموعات عمل من الجانبين لاستكمال التفاصيل اللازمة لإنجاز هذا الاستحقاق، متوقعين ألا يتجاوز ذلك نهاية الشهر الجاري. وصرح القائم بأعمال السفارة الليبية بمالطا حسين المصراتي للجزيرة بأن مجموعات العمل ستناقش اليومين القادمين كافة الملفات المطروحة عليها، ومنها دور اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الساحة الليبية.
ومن المتوقع أن توقع الأطراف الليبية غدا الخميس برعاية أممية نسخة نهائية من اتفاق يهدف إلى حل الأزمة، ويستمر اليوم توافد ممثلين عن المؤتمر الوطني ومجلس النواب وأطراف ليبية أخرى على مدينة الصخيرات، حيث سيتم التوقيع على الاتفاق.