رفض وفد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح صيغة تسوية تقدم بها المبعوث الدولي حول مسألة إطلاق المعتقلين، وسط مساع لتعزيز بناء الثقة بين الطرفين خلال اليوم الثاني من المباحثات اليمنية في مدينة بيال السويسرية.
وأشرف على جلسة مشاورات المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بين وفد الحوثيين وصالح من جهة والوفد الحكومي من جهة أخرى، انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة إطلاق المعتقلين.
ويعتقل الحوثيون قيادات عسكرية وسياسية من الصف الأول موالية للحكومة، على رأسها وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، ووزير التعليم الفني الدكتور عبد الرزاق الأشول.
وأشارت مصادر لوكالة الأناضول إلى رفض الحوثيين الإفراج عن اللواء الصبيحي كون البلد ما زالت في حالة حرب، وقد يؤثر ذلك على سير المعركة ضدهم، حيث تفتقر القوات الموالية للحكومة قيادة ميدانية على الأرض.
وستتواصل الجلسات ستواصل البحث في النقاط الخلافية بين الطرفين بشأن ترتيب الجدول الزمني لوقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة بين الطرفين وبحث آليات فتح ممرات إغاثية للمدن المحاصرة، لا سيما تعز (جنوب البلاد).
وكان وفد الحكومة اليمنية طالب في الجلسة الأولى بإطلاق سراح المعتقلين والخوض في إجراءات بناء الثقة قبل الإعلان رسميا عن وقف شامل ونهائي لإطلاق النار، بينما أصر وفد الحوثي على وقف إطلاق النار قبل تطبيق أي إجراءات.
واستحوذت مدينة تعز على القسط الأكبر من مشاورات اليوم الأول التي انتهت دون تحقيق تقدم مهم في ما يخص الجانب الإنساني، وتحديدا فك الحصار عن مدينة تعز وإدخال الإمدادات الطبية والغذائية.
ونقلت الأناضول عن مصادر أن الحوثيين يتعنتون في مسألة فك الحصار عن تعز، ويفسرون الهدنة على أنها إيقاف الضربات الجوية فقط ورفع الحصار البحري، بينما تشترط الحكومة إطلاق المعتقلين.
وبدا الوفد الحكومي، الذي يترأسه وزير الخارجية المعين حديثا عبد الملك المخلافي، متماسكا، وطالب الحوثيين بإجراءات لبناء الثقة، وعلى رأسها إطلاق تسعمئة معتقل وفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات إلى تعز، بحسب المصادر نفسها.
وكان المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة خالد اليماني قال للجزيرة إنه على الحوثيين الإفراج الفوري عن المعتقلين وفتح ممرات آمنة لمرور المواد الغذائية نحو المدن المحاصرة، واتهم الحوثيين بممارسة سياسة تجويع عقابية جماعية ضد الشعب اليمني.
ومن العاصمة القطرية الدوحة التي وصلها الأحد الماضي، قال رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح إن "على الحوثيين تسليم أسلحتهم وترك المؤسسات الحكومية تعمل لإعادة الشرعية وفرض الأمن والاستقرار في البلاد".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رحّب -من جهته- ببدء المشاورات في سويسرا برعاية مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد.