قائمة الموقع

موسم الهجرة إلى الشمال، هروب الشباب من الواقع

2015-12-16T22:54:26+02:00
الطيب صالح
الخرطوم- الرسالة نت

موسم الهجرة إلى الشمال رواية كتبها الطيب صالح نشرت كتاب مستقل عن دار العودة في بيروت في نفس العام. في هذه الرواية يزور مصطفى سعيد، وهو طالب عربي، الغرب. مصطفى يصل من الجنوب، من إفريقيا، بعيدا عن الثقافة الغربية إلى الغرب بصفة طالب. يحصل على وظيفة كمحاضر في إحدى الجامعات البريطانية ويتبنى قيم المجتمع البريطاني. هناك يتعرف إلى زوجته، جين موريس، وهي امرأة بريطانية ترفض قبول املاءات زوجها. بعد سبعة أعوام يعود مصطفى إلى بلاده، حيث يلتقي هناك بصورة مفاجئة براوي القصة الذي عاش أيضا في بريطانيا. القصة نفسها تروى عن طريق قصص يرويها الراوي والبطل.

تعتبر رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) السودانية للأديب السوداني الطيب الصالح، من الروايات التي انتشرت واشتهرت كثيرا على المستوى العربي والدولي، فهذه الرواية، ترجمت إلى كثير من اللغات الأجنبية، كما اعتمد تدريسها في بعض الجامعات العربية، كذلك مُنعت من دخول بعض الدول العربية، لما فيها من بعض الإيحاءات الجنسية، وقد تناول كثير من النقاد هذه الرواية، فيما إذا كانت تعبر عن المجتمع السوداني بشكل أو بآخر.

الرواية تتحدث عن شخصية بطل الرواية (مصطفى سعيد)، ومغامراته النسائية في انجلترا أثناء فترة دراسته الجامعية، ومن ثم عودته الى وطنه السودان. فهو قادم الى المملكة المتحدة، من بلد عربي إفريقي متخلف وفقير كالسودان، وبعيد كل البعد عن مظاهر الرفاهية والحضارة الأوروبية، وعاش في مجتمع آخر، مغاير للموطن الذي قدم منه، بكل ما في الكلمة من معنى، وشاهد بأم عينيه الاختلافات الشاسعة في العادات والتقاليد والانفتاح المبهر بين بلده، وهذا المجتمع الذي عايشه لفترة طويلة من الزمن، وتأقلم فيه، وتفاعل وتزوج من نسائه الحسناوات الشقراوات والبيضاوات اللون، والذي كان يعتبر كالحلم، لبعض من يحملون البشرة السوداء، خاصة بأن مصطفى سعيد ذو سنحة افريقية سوداء، وكونه يظفر بامرأة شقراء وبيضاء وأوروبية، يعتبر في مفهوم البعض في حينها، من المكاسب الكبيرة التي يصعب تحقيقها.

اختيرت رواية موسم الهجرة إلى الشمال كواحدة من أفضل مائة رواية في القرن العشرين على مستوى الوطن العربي، ونالت استحسانا وقبولاً عالميا وحولت إلى فلم سينمائي. إجمالاً تتناول الرواية في مضمونها مسألة العلاقة بين الشرق والغرب. وتعد "موسم الهجرة إلى الشمال" من الاعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها وصورة الاخر الغربي بعيون الشرقي والغربي بعيون الاخر الشرقي الذي ينظر إليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.

وقد تطرق الطيب صالح في روايته إلى هذه العلاقة من خلال شخصية بطلها السوداني الذي يذهب ليدرس في العاصمة البريطانية لندن. وهناك يضيف إلى جانب تميزه وذكائه العقلي وتحصيله الجامعي العالي رصيداً كبيراً في إثبات فحولته مع نساء بريطانيا الذين احتلوا بلاده مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني.

اخبار ذات صلة