بالفيديو : أبو عزام ... بالشاي والخبز يسد رمق أبنائه

غزة – الرسالة نت

بكسرة خبز وقليل من الشاي اعتادت أم عزام على تجهيز طعام الإفطار لأبنائها، عندما ضاق بها الحال ولم تجد في الغرفة التي يعيشون فيها بديلا لسد رمق أطفالها.

تعصر الأم ذاكرتها وتعود لشهر الصيام الماضي عندما كان الخبز والشاي وجبة الإفطار الوحيدة لأكثر من نصف أيامه.

في غرفة ضيقة تضم الحمام في إحدى زواياها، وطاولة تحتوي بعض الأواني كبديل عن المطبخ يقطن أبو عزام مع أبنائه الخمسة يعانون شظف العيش ومرارة الأيام.

يصمت أبو عزام برهة ويقول "مش طالع بايدي أعمل اشي"، ويقف عاجزا أمام مطالب أطفاله المتكررة الذين لا يعرفون معنى "معيش" حسب قوله.

المرض الذي نهش جسد أبو عزام جعله طريح الفراش، ولا يقوى على ممارسة أي مهنة لمعاناته من مرض القلب منذ عشر سنوات.

ويغيب عن المنزل أدنى احتياجاته كالثلاجة والغسالة، مما يضطر الأم للغسيل يدويا في ذات الغرفة الضيقة التي تغرق بالمياه، وتضطر حينها الى أن تبقي أبنائها ينتظرون خارج "المنزل" لحين الانتهاء.

وتشير الأم الى أن النوم يغيب عن جفنها من شدة آلام يديها من كثرة الغسيل اليدوي.

وبحسب الأم فان أبناءها نسوا الفواكه واللحوم والأسماك لعدم مقدرتهم على شرائها، لكنها استدركت وقالت " ما بنطبخ اللحمة إلا في عيد الأضحى".

وفي أفضل الأحوال تجد أم عزام "المقالي" بديلا عن الخبز والشاي كطعام لأبنائها فيما تسلل الملل الى قلبهم من ضيق العيش الذي لم يفارقهم منذ سنوات.

وتفتقد الغرفة التي يعيش بها أبو عزام مع أبنائه لخزان مياه، ويعتمدون على خط المياه الرئيس الذي يصل للمنزل ، وفي حال انقطعت المياه ، فتضطر الأسرة للانتظار طويلا لعودتها كي يتمكنوا من استكمال الأعمال المنزلية، والاستحمام، ودخول الخلاء.

وما أن يسدل الليل ستاره حتى يتراصون الأبناء جنبا الى جنب إيذانا بالخلود الى النوم في مساحة ضيقة بالكاد تتسع لهم.

وتقول الأم " إذا انقطع التيار الكهربائي في الليل فلا نستطيع النوم من شدة الحرارة، لاسيما أن سبعة ينامون في غرفة ضيقة"، مما خفض سقف أمنيات أم عزام الى بناء غرفة أخرى يتوسعون من خلالها.

ويعاني عدد من أبناء أبو عزام من المرض ، فابنته تعاني صعوبة في التعليم نظرا لضمور في عقلها لا يتناسب مع كبر سنها ، كما تعاني من إصابة في عينها.

ولدى طفل آخر في السادسة من عمره صعوبة في النطق، وشاب آخر يعاني من زيادة الشحنات الكهربائية مما انعكس على أداءه الدراسي، ولم يستطع استكمال مشواره الدراسي.

وتقول والدته " معظم أبنائي لديهم خلل، ولا أدري كيف أتصرف معهم، حتى باتوا ملازمين للشارع".

لا شيء يتمناه أبو عزام سوى أن يتمكن من تلبية احتياجات أبنائه، مما دفع زوجته للقول " بحس حالي بدي أموت، لمن ولادي يطلبوا اشي وما بقدر أجيبه".

وتعتمد العائلة على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وبعض مساعدات الجمعيات الخيرية.

ويقول أبو عزام " بعض الجمعيات تقدم لنا مساعدات متقطعة عندما تعلم عن أوضاعنا المعيشية ، وعزة نفسي تمنعني من التردد عليها"، لكن زوجته تقول " والله بخجل لمن الناس يحنوا علينا ، وبتأثر كثير لكن ما في مجال لتلبية رغبات أبنائي".

ولا يعقل الأطفال تعذر والدهم بضيق الحالي، وحثهم على الصبر حتى تتحسن أوضاعه المعيشية، مما يدفعهم للمغادرة الى المدارس وهم ساخطين على سوء حالهم.

ويردد أبو عزام قول الحمد لله ، بس العيشة صعبة".

لمشاهدة الفيديو .. اضغط هنا

البث المباشر