تجمع معظم التحليلات الإسرائيلية على أن حزب الله سيرد على اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين المحررين، سمير القنطار، لكنها تساءلت ما هو حجم هذا الرد وهل سيؤدي إلى فتح مواجهة شاملة بين الحزب وإسرائيل، فيما أشارت التحليلات إلى أن حزب الله تجنب في المرات السابقة وآخرها اغتيال جهاد مغنية من التصعيد المفتوح بسبب انهماكه في الحرب السورية.
في المقابل، قالت صحيفة 'هآرتس' أن إيران هي التي ستحدد حجم الرد وأنها هي 'العنوان' وليس حزب الله. ورغم أن المحللين في (إسرائيل) يزعمون أن القنطار نشط في الجولان بتعمليات مباشرة من الحرس الثوري الإيراني وليس من حزب الله، إلا أن أنظار معظمهم توجهت إلى رد حزب الله.
وكتب محلل الشؤون الفلسطينية في موقع "واللا"، أفي يسخاروف، أن التقديرات هي أن حزب الله سيرد على اغتيال القنطار لكن السؤال هو ما حجم الرد. وأضاف أنه في أعقاب اغتيال جهاد مغنية مطلع العام الحالي، "اكتفى حزب الله بإطلاق صواريخ مضادة للمدرعات نحو موكب عسكري (إسرائيل)"، حسب تعبيره، والتي تسببت بمقتل جنديين إسرائيليين. وأشار إلى أن (إسرائيل) تجنبت الرد التصعيدي على ذلك وأن الطرفين سعيا لمنع تدهور الأوضاع.
وبحسب يسخاروف، فإن التقديرات هي أن يتجنب حزب الله التصعيد الشامل بسبب انهماكه في الحرب السورية.
وكتب المحلل العسكري في "هآرتس"، تسفي هرئيل، أن عملية اغتيال القنطار "تبشر" بمرحلة جديدة من التوتر الشديد فوق المعتاد في تقاطع الحدود السورية الإسرائيلية اللبنانية. وأضاف أن (إسرائيل) كالمعتاد لم ترد على بيان حزب الله الذي حملها مسؤولية الاغتيال، رغم أن وسائل الإعلام حول العالم تحمل (إسرائيل) المسؤولية، وأن وجهة التطورات ستحددها إيران وليس حزب الله.
ويشير هرئيل هو الآخر إلى أن إيران تولت في العام الأخير الشبكة العسكرية التي بناها القنطار في الجولان والتي أطلق عليها "المقاومة الوطنية السورية في الجولان"، وأن حزب الله "خرج من الصورة" حسب تعبيره.
ونقل أن مصادر أمنية إسرائيلية ادعت منذ شهور أن القنطار ومعه فرحان شعلان الذي استشهد فجر اليوم كانا يخططان لعمليات ضد (إسرائيل) في الجولان. وقال إن اغتيال القنطار كان استباقيا وليس "تصفية حسابات" من الماضي كما ذكرت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وشدد هرئيل على أن حزب الله فضل في السابق عدم التصعيد في أعقاب الاغتيالات الإسرائيلية، لكن هذه المرة "العنوان هو إيران" وليس حزب الله، وأن اعتبارات طهران تختلف عن اعتبارات حزب الله وهي اعتبارات أوسع منها تطبيق الاتفاق النووي مع الغرب، خصوصا وأنها تنتظر إلغاء العقوبات المفروضة عليها قريبا. إضافة إلى ذلك، فإن أحد الاعتبارات المهمة هو الحرب في سورية إذ سحبت إيران نحو ثلثين من قواتها في سورية بحسب مصادر غربية.
وكتب المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، صباح اليوم إن الدافع لاغتيال القنطار كان دوره في محاولة حزب الله وإيران بناء بنى تحتية عسكرية في الجولان للقيام بعمليات نوعية ضد (إسرائيل)، لردعها عن مهاجمة شحنات الأسلحة التي تنقل من سورية إلى حزب الله في لبنان.
وبحسب بن يشاي، فإن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله سعيا منذ العام 2013 إلى خلق حيز للعمل ضد (إسرائيل) في الجولان بهدف ردعها من مهاجمة حزب الله لكن دون أن يتسبب ذلك بحرب واسعة، إذ ترى (إسرائيل) أن حزب الله وإيران والنظام السوري ليسوا معنيين بفتح مواجهة واسعة مع (إسرائيل) التي قد تعجل بسقوط نظام بشار الأسد وتتسبب بدمار شامل في لبنان ما قد يؤدي أن تسيطر تنظيمات إرهابية أصولية على سورية.
وكتب بن يشاي أن القنطار بادر إلى الأعوام الأخيرة إلى خمسة عمليات عند السياج الحدودي في الجولان بما فيها إطلاق قذائف نحو المستوطنات الإسرائيلية في الجولان. وأضاف أن معظم العمليات جاءت ردا على مهاجمة (إسرائيل) لشحنات أسلحة لحزب الله في سورية.
ويعول بن يشاي على الدور الروسي لمنع تدهور الأوضاع في أعقاب اغتيال القنطار، وكتب أنه يمكن التقدير بأن روسيا لن تقبل ردا واسعا من إيران أو حزب الله ضد (إسرائيل)، خصوصا بعد التقدم الحاصل في المفاوضات بين القوى الكبرى لإنهاء الصراع في سورية.
عرب 48