لم يترك الاحتلال "الإسرائيلي" مكانا الا وشدد الخناق فيه على شبان الضفة المحتلة خاصة بعد الانتفاضة الثالثة، حتى وصل الأمر لملاحقتهم على العالم الافتراضي "مواقع التواصل الاجتماعي".
الهاجس "الإسرائيلي" لم يتوقف على أرض الواقع، وخشية عناصره من عمليات الطعن، بل وصل بهم الأمر إلى الخوف من "منشوراتٍ داعمة للمقاومة على صفحات الفيس بوك أو تويتر".
ورغم أن المخابرات "الإسرائيلية" تعتقل الفلسطينيين على خلفية منشوراتهم التي تدعم المقاومة، إلا أن هناك المئات من شباب الكيان "الإسرائيلي" ينعمون بدعم قيادتهم لهم في تحريضهم ضد الفلسطينيين سواء من خلال نشر "منشورات" أو صور تمس أهالي الضفة والقدس.
ومؤخرا، عجّت المحاكم "الإسرائيلية" بعشرات المعتقلين الشباب؛ لنيل عقوباتهم بعدما وجهت لهم لوائح الاتهام التي تثبت تحريضهم ضد الاحتلال ودعمهم لانتفاضة القدس.
ووفق بيانات سابقة نشرتها صحيفة هآرتس العبرية، فإن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت توجيه السلطات "الإسرائيلية" لـ 105 لائحة اتهام ضد فلسطينيين، بتهمة "التحريض عن طريق الشبكات الاجتماعية"، مقارنة بـ 50 لائحة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2015.
وقالت الصحيفة "إن سلطات الاحتلال استندت في تقديم لوائح الاتهام إلى معلومات قدمها جهاز المخابرات "الشاباك".
كما وجد الاحتلال دعما كبيرا لعملياته الاستخباراتية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فأنشأ أكثر من 5 آلاف حساب شخصي زائف على موقع التواصل "فيسبوك" بأسماء عربية وهمية، بهدف تعقّب النشطاء الفلسطينيين وكل من يعلن تأييده أو مباركته لعمليات المقاومة بتهمة "ممارسة التحريض".
ومن بين الشباب الذين وجهت لهم لائحة اتهام، العشريني محمد أبو الكاف من القدس المحتلة، وذلك بعد نشره على صفحته "فيس بوك" منشورًا يشيد بالشهداء، ومقاومة الاحتلال، فكانت تهمته "الدعوة لقتل الإسرائيليين وتكثيف عمليات الطعن والدعس".
واعتبرت النيابة العامة "الإسرائيلية" ما ورد على صفحة الشاب المقدسي، بمثابة "تشجيع لفعل من أفعال العنف أو الإرهاب"، وفق ما ذكره خلال تصريحات صحفية.
******سأكون الشهيدة القادمة
لم يقتصر الأمر على الشباب، فأيضا تعرضت العديد من الفتيات إلى الاعتقال أمثال الشاعرة والناشطة السياسية دارين طاطور، حيث قدمت النيابة "الإسرائيلية" إلى محكمة الصلح في الناصرة مطلع الشهر الماضي لائحة اتهام ضدها.
وكانت التهمة التي ألصقت بالشابة طاطور، أنها حينما نشرت عبر صفحتها على الفيسبوك ما حدث من مظاهرات ومواجهات بين الشبان الفلسطينيين والشرطة "الإسرائيلية" على خلفية عملية إطلاق النار على الشابة اسراء عابد من الناصرة في المحطة المركزية بالعفولة، وكانت قد أرفقت مع منشورها صور للواقعة، وكتبت "سأكون الشهيدة القادمة"، وذلك حسبما جاء في لائحة الاتهام.
وادّعت الشرطة "الإسرائيلية" وقتئذ أن الشابة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعمليات، يسمع في خلفية مقاطع الفيديو صوتها وهي تقرأ قصيدة كتبتها "انتفضوا أبناء شعبي انتفضوا...".
******** سن تشريعات
وعكفت سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" مؤخراً على إحكام قبضتها الرقابية على مواقع التواصل الاجتماعية الإلكترونية، بالتزامن مع حملاتها الأمنية والاستخباراتية الجارية على أرض الواقع، والتي تستهدف إخماد انتفاضة القدس التي اشتعلت وتيرتها مطلع تشرين أول/ أكتوبر.
وللوقوف على الناحية القانونية يقول الحقوقي من الضفة فادي شديد إن "اتفاقية أوسلو الرابعة والمرتبطة بقانون حقوق الانسان الدولي، تقول إنه من حق الشعب الفلسطينيين امكانية مواجهة تقرير حق المصير سواء بالطرق السلمية أو العسكرية".
وأكد شديد لـ"الرسالة نت" أنه يحق للشباب الفلسطيني أن يعبروا عن غضبهم كون ذلك يأتي ضمن حق تقرير المصير، لافتا إلى أن هناك قوانين تجيز للاحتلال محاكمة الفلسطينيين من خلال سن تشريعات من خلال المحكمة التي تشرع ذلك.
وبحسب قول الحقوقي، فإن "إسرائيل" تعتقل الفلسطينيين تحت ذريعة أنهم محرضين عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، موضحا أن الأمر لا ينطبق على المحرضين "الإسرائيليين" وذلك يرجع إلى سياسة الاحتلال العنصرية.
وعن المطلوب فعله اتجاه سياسة الاحتلال العنصرية، يدعو شديد إلى رصد تلك الانتهاكات وتفعيلها عبر الصليب الأحمر، وكذلك رفعها إلى محكمة الجنايات الدولية للنظر في جرائم الاحتلال.