تواصل معظم الصحافة "الإسرائيلية" تسليط الضوء على حادثة اغتيال القيادي في حزب الله والأسير المحرر سمير القنطار، والرسائل التي تريد "إسرائيل" إيصالها من وراء ذلك.
فقد رصدت صحيفة معاريف بعض ردود الفعل في "إسرائيل" على حادثة الاغتيال، ناقلة عن عضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي الجنرال الاحتياط موتي يوغاف، أن مقتل القنطار يغلق حسابا استمر أكثر من ثلاثين عاما وهو ما سيحدث مع الباقين، بحسب قوله.
وأشارت عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني كسنيه سافتلوفا، إلى أن القنطار كان ضابط الاتصال بين السوريين والإيرانيين في هضبة الجولان، وعمل بصورة حثيثة على إقامة بؤرة جديدة للعمليات انطلاقا من هذه الجبهة، مما كان سيشكل تهديدا جديدا "لإسرائيل".
وكشفت أن القنطار هو الناشط رقم 97 التابع لحزب الله الذي يقتل هذا الشهر في سوريا، مرجحة أنه لن يكون الأخير.
ونوهت إلى أن حزب الله سيواصل دفع المزيد من الأثمان، وسيبقى رجاله أهدافا للاغتيال والتصفية.
القائد السابق في سلاح البحرية "الإسرائيلي" أليعيزر ماروم، كتب في معاريف أن اغتيال القنطار هو بمثابة رسالة "إسرائيلية" ساخنة للمنظمات الفلسطينية، لأن ما اعتبرها الذراع الطويلة للجيش "الإسرائيلي" في الوصول للرجل تمنح "إسرائيل" المزيد من القدرة على الردع في مواجهة المنظمات المسلحة الفلسطينية.
وقال إن إزالة مبنى كامل في قلب العاصمة السورية دمشق يعني ارتفاعا في مستوى طريقة العمل "الإسرائيلية" ضد أعدائها، ويؤكد أن عملية الاغتيال معقدة ومركبة، وتأسست على معطيات استخبارية مهنية استطاعت أن تعمل وسط سوريا، ذلك البلد المشتعل.
وأضاف أنه رغم الوضع غير المستقر في سوريا بسبب وجود العشرات من المجموعات المسلحة، فإن هناك بعض الفرص التي قد تراها "إسرائيل" مناسبة للنيل من أعدائها، مع المخاطر الكامنة خلف تنفيذ مثل هذه العمليات الدقيقة، وتعطي رسائل للقوى المعادية لإسرائيل بضرورة أن ينشغلوا بالدفاع عن أنفسهم قبل كل شيء، لأن الحرب ضدها طويلة ومستمرة.
وتابع أن تلك الحرب تشمل ضمنا عمليات الاغتيال لزعماء هذه المنظمات.
وفي ضوء تواصل تعقيد الوضع في المنطقة، فإن ذلك يضع أمام صانع القرار "الإسرائيلي" المزيد من العناصر التي لم تكن بالأمس، فما هو صالح اليوم قد لا يكون كذلك غدا، على حد تعبير الكاتب.
من جانبه، أكد المحلل السياسي "الإسرائيلي" في صحيفة "إسرائيل اليوم" دان مرغليت على كلام الجنرال السابق، محذرا الأسرى المحررين في صفقات التبادل من أن كل من ينخرط مجددا فيما أسماها العمليات المعادية ضد "إسرائيل"، سيكون مصيره كالقنطار، وسيصبح هدفا مفضلا للاغتيال والتصفية.
أما المراسل العسكري لموقع ويللا الإخباري "الإسرائيلي" أمير بوخبوط، فقد ذكر أن اغتيال القنطار يأتي ضمن سلسلة اغتيالات استهدفت قادة عسكريين من حزب الله في السنوات الأخيرة.
وقال إن التقارير الأجنبية نسبت تلك الاغتيالات إلى "إسرائيل"، والتي أشارت جميعها إلى حالة عميقة من الاختراق الأمني للمنظومة العسكرية والاستخبارية لحزب الله، والقدرة على مواءمة المعلومات الميدانية مع الجهات التنفيذية على الأرض وفي الجو، لتنفيذ عملية الاغتيال بأكبر قدر من الإنجاز.
وأردف القول إن هذا هو ما تجلى في اغتيال رئيس أركان حزب الله عماد مغنية عام 2008 في دمشق، وتصفية مسؤول التسليح في الحزب حسن اللقيس عام 2014، واغتيال جهاد مغنية (ابن عماد) أوائل 2015 في القنيطرة السورية.
وخلص بوخبوط إلى أن حزب الله المنخرط حاليا في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ويدافع عن مصالحه داخل لبنان، يسأل نفسه مجددا: كيف نجحت أجهزة الاستخبارات في تحقيق هذا الاختراق العميق جدا، والعثور على قيادي كبير بوزن القنطار، واغتياله بصورة محكمة على الفور.
ومضى إلى القول إن السؤال الذي ما برح يقلق حزب الله على ما يبدو، هو: ما مدى التنسيق الإسرائيلي الروسي في هذا الاغتيال فوق الأراضي السورية؟ في ظل ما يملكه الطيران الروسي من وسائل تقنية عالية الدقة، كفيلة باكتشاف أي طيران يخترق الأجواء السورية.