كشف سامي خاطر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، تفاصيل زيارة وفد الحركة لأنقرة، مشيرًا إلى أنها قدمت المطالب الفلسطينية إلى القيادة التركية، واطلعت على طبيعة التطورات في هذا الموضوع.
وكان وفد من حركة حماس برئاسة خالد مشعل وعضوية موسى ابو مرزوق وسامي خاطر زار أنقرة، مساء السبت الماضي، التقى خلالها بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو.
غزة حاضرة
وقال خاطر في حديث خاص لـ"الرسالة نت"، إنّ الزيارة تمت بناء على رغبة القيادة التركية لاطلاع حركة حماس على أجواء المباحثات التي تجري بين أنقرة وكيان الاحتلال.
وأضاف أن الأتراك أوضحوا أن الكيان بادر في الاتصال بهم لاستئناف المباحثات التي توقفت في أغسطس عام 2013م، وأن ما يجري بين الطرفين، هي بداية مباحثات وليس اتفاقا نهائيا بينهما.
"الرئيس التركي أخبرنا أن رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو قدم اعتذارًا مكتوبًا لتركيا عن حادث مرمرة، وان هناك موافقة مبدئية من (إسرائيل) على دفع تعويضات لذوي الضحايا وتلبية احتياجات قطاع غزة"، حسب قول خاطر.
جهات دولية وأوروبية تستأنف اتصالاتها بحماس لفك حصار غزة
وذكر أن الاتصالات لا تزال بحاجة إلى وقت للمتابعة، منوهًا أن الاتفاق سيعرض على المؤسسات الدستورية التركية وخاصة البرلمان، عند انجازه، كما أخبرتهم القيادة التركية.
وأشار خاطر إلى أن فحوى الاتفاق المتمثل بالشرط الثالث الذي يتعلق برفع الحصار عن غزة كان محط اهتمام الحركة، مؤكدًا أن حماس قدمت مطالب الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة للقيادة التركية، والأخيرة سجلتها ووعدت بمتابعتها والعمل على تحقيقها.
الاحتلال وأطراف إقليمية يقفان عقبة أمام رفع الحصار عن غزة
وشدد عضو المكتب السياسي على أن حماس تثق بالقيادة التركية بناء على العلاقة الوطيدة معها، وتدرك حرصها على إسناد القضية الفلسطينية عمومًا وقطاع غزة بشكل خاص.
وذكر أن الاتفاق لم ينجز وإنما يدور الحديث عن خطوط عامة فقط، مبينًا أن مبدأ رفع الحصار موجود، وامكانية تحقيقه مرهون بما تحرزه المفاوضات من تقدم.
مستقبل العلاقة
وفيما يتعلق بمستقبل العلاقة بين حماس وأنقرة، أكدّ خاطر أن العلاقة قوية وستبقى كذلك، وأضاف " العلاقة بيننا غير قابلة لأي تراجع، وهذا ما لمسناه من القيادة التركية".
وردًا على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو الذي أعلن فيها رفضه رفع الحصار البحري عن غزة، فأجاب "الاحتلال يصر على مواقفه وتعنته في رفض رفع الحصار، ولا يمكن معرفة تحقيق هذا المطلب من عدمه الا حين يتبلور الاتفاق"، مشيرًا إلى أن نتنياهو يرغب برفع السقف رغم اعتذاره شخصيًا عن الاعتداء على سفينة مرمرة.
وأشار خاطر إلى أن حركة حماس من جهتها لا تثق بوعود الاحتلال من خلال خبرتها معه في المفاوضات السابقة الذي اجراها مع الدول العربية أو مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
علاقتنا مع أنقرة قائمة وقوية وغير قابلة للتراجع
وفي سياق متصل، كشف القيادي في حركة حماس، عن وجود مساع واتصالات تجريها أطراف اوروبية من أجل البحث عن فك الحصار واعادة الاعمار وتلبية احتياجات قطاع غزة.
ولفت الى أن هذه القضايا لا تزال مطروحة في الحوار والنقاش مع أطراف متعددة، وأن الاوروبيين لا يزالون يأتون ويقابلون حماس حول الامر.
وقال إن حركته أبدت مرونة عالية من حيث الشكل وقدمت مطالبها الأساسية الي تتعلق برفع الحصار واعادة الاعمار وانشاء بنية تحتية وخاصة الكهرباء، إضافة الى قضيتي المطار والميناء، مؤكدًا أن المطالب تطرحها الحركة في كل لقاءاتها الاقليمية والدولية.
وكشف أن أطرافا أوروبية وأخرى لها علاقة بالأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي جددت اتصالاتها مع حماس بغرض تحقيق مطالبها، معربًا عن أمله في استمرار الجهود كي تحقق اهدافها المنشودة.
قدمنّا المطالب الفلسطينية لتركيا ووعدت بتحقيقها
وأوضح أن الاحتلال وبمساعدة أطرافا أخرى -لم يسمها- تعرقل جهود رفع الحصار وتشدد الخناق على القطاع، منوها إلى دور هؤلاء في إفشال مسعى طوني بلير الذي وصل الى طريق مسدود بفعل مواقفهم المتعنتة.
العلاقات الاقليمية
وفي الملف الأخير، عرّج عضو المكتب السياسي لحماس على طبيعة علاقة حركته مع محوري (إيران- السعودية)، مؤكدًا أن حركته منذ نشأتها لم تضع في اعتباراتها أو سياساتها أنها مع محور ضد آخر.
وقال إن حماس منفتحة على جميع الدول على قاعدة دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنها اقامت علاقات متوازنة مع أطراف عربية في وقت كانت تحسب فيه إعلاميًا على أنها ضمن محور المقاومة والممانعة مع إيران.
القيادة التركية اطلعت الحركة على طبيعة المباحثات الجارية
وشدد على أن موقف حركته الثابت بعدم الانحياز لمحور أو ائتلاف ضد آخر، وأن مواقفها نابعة من مصلحة شعبها ومواقفه المستقلة، مؤكدًا أنه من مصلحة الحركة أن تبقى في علاقة طيبة مع جميع الدول والقوى والاحزاب، وأن القضية الفلسطينية بحاجة لدعم الجميع.