اتهمت نخب "إسرائيلية"، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمحاولة بالتخطيط لخنق "إسرائيل" وتهديد مصالحها الاستراتيجية.
وكشف موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" مساء الأربعاء، أن أحد مواطن الخلاف التي تعيق التوصل لتفاهم يفضي إلى انهاء القطيعة القائمة بين تركيا و"إسرائيل"، هو اشتراط أنقرة أن يتم نقل الغاز "الإسرائيلي" لأوروبا عبر الأراضي التركية، مقابل موافقة الأتراك على استيراد الغاز من "إسرائيل".
وحذّر الوزير السابق الجنرال إفرايم سنيه، الذي تولى قيادة قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أن الموافقة على الشرط التركي "يعني تمكين أردوغان من التحكم بمصير اقتصاديات الغاز، التي تعد أهم ذخر استراتيجي لإسرائيل في الوقت الحالي"، وفق قوله.
وقال سنيه: "لا تسمحوا لأردوغان بخنقنا، لا تغتروا بالظروف التي أفضت إلى التقاء مصالح مع الأتراك، هم يكرهوننا ويريدون كل ما يمس بنا، فالحذر الحذر".
ونقلت الإذاعة "الإسرائيلية" صباح الخميس عن سنيه، قوله إنه "من الجنون أن توافق إسرائيل على تمكين قائد إسلامي متطرف يكره إسرائيل من التحكم في صنبور توريد الغاز"، مشددا على وجوب رفض الطلب التركي بشكل فوري.
من جهته، قال وزير الاستخبارات، يسرائيل كاتس، إنه على الرغم من تواصل الاتصالات مع الأتراك فإنه يتوجب إبداء أقصى درجات الحذر من طلباتهم وعروضهم، محذرا من أن "إسرائيل" ما زالت تدرك طبيعة القائد الذي يسيطر على مقاليد الأمور في أنقرة.
ونقلت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" صباح الخميس عن كاتس، قوله خلال اجتماع أمني مغلق، إن تركيا دولة مهمة ومفصلية في المنطقة، ولكن في ظل قيادتها الحالية فإنه يتوجب إبداء أقصى درجات الحذر.
من ناحية أخرى، أوضحت مصادر "إسرائيلية" أن أردوغان أدرك حجم الأزمة التي يعانيها نتنياهو المعني بالحصول على أسواق لتصدير الغاز ويحاول ابتزازه.
وذكر موقع صحيفة "معاريف" مساء الأربعاء، أن إسرائيل كانت تراهن على أن يتم تصدير الغاز "الإسرائيلي" إلى مصر، إلا أن مصر تشترط استيراد الغاز "الإسرائيلي" بتخلي تل أبيب عن مبلغ 1.76 مليار دولار فرضتها لجنة تحكيم دولي على مصر، ردا على دعوة قدمتها شركة الكهرباء "الإسرائيلي" تعويضا عن انقطاع توريد الغاز المصري لإسرائيل في أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير.
وفي سياق متصل، شككت قيادات عسكرية "إسرائيلية" في نوايا أردوغان، مشيرة إلى أن أردوغان مصمم على السماح ببقاء نشطاء حركة حماس الذين أطلقوا من السجون "الإسرائيلية" مؤخرا ضمن صفقة تبادل الأسرى، على الرغم من أنهم أسهموا في التخطيط لعمليات نفذت ضد أهداف "إسرائيلية" من أماكن تواجدهم في تركيا.
ونقل موقع "وللا" الإسرائيلي مساء الأربعاء عن المصادر، قولها إن أردوغان يحاول إرسال رسالة مفادها أنه لن يتراجع عن علاقته بـ"حماس"، ولن يوافق على طلب "إسرائيل" طرد قيادات الحركة من هناك، إلى جانب إصراره على رفع الحصار عن قطاع غزة.
عربي 21