غزة- الرسالة نت
أيها الواقفونَ على عتباتِ الكروم ِارجعوا
أيها النازلونَ عن الريحِ هيا اطلعوا
أيها الحالمونَ بأيامكم في البعيدِ البعيدِ
اقلعوا خوفكم وارجعوا..
تعكس هذه الكلمات عناد شاعر خط من أجل وطنه المسلوب حكاية نكبة وقعت عام 1948، بأشواق وأحاسيس المقاوم الحالم بالعودة.
لكن ترى في الذكرى الثانية والستون إلى أي حد عمل الشعراء والأدباء الفلسطينيين على إبقاء هذه الذكرى حياة في كتاباتهم وإبداعاتهم؟، "واحة الثقافة" حاولت البحث عن إجابة لهذا السؤال في تقريرها التالي.
معايشة الواقع
الشاعر محمد أبو نصيرة مؤلف ديوان "عناوين قابلة للنسيان" أوضح أن ما يكتبه هو تعبير عن الجرح الفلسطيني الذي لا يتوقف عن النزيف، حتى القصائد الذاتية التي يكتبها عن تجاربه يعتبرها تأريخ للإنسان الفلسطيني, وهذا لأنه فلسطيني ومعايش للألم الذي يقع علي شعبه.وأكد أبو نصيرة أن الشعر هو الذي يحمي أرض المكان و يحافظ عليها بل ويكسبها الشرعية، متمثلا بالأندلس التي لم يبقي منها شيء سوى الشعر "الذي يذكرنا بها ويحرك وتر الحنين إليها وعلي هذا الأساس يجب أن يكون الشعر هو المنبر الذي نؤكد من خلاله علي بقاء قضيتنا علي طول الزمان" كما قال.
و أضاف "دور الأدباء تجاه النكبة يتمثل في محورين: الأول التأريخ لها وإبقائها حية في ذاكرة الشعب من خلال الكتابة، والثاني التعبير عن الجرح و الهم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل دائم.
ومن جانبه قال الشاعر بسام المناصرة صاحب ديواني "شظايا الحلم" و" شهوة في دوامة الشوك" إن المهمة الملقاة علي عاتق الشاعر تجاه ذكرى النكبة كبيرة، لأنها قضية شعب بأكمله، ويجب علينا نحن الشعراء إحياء ثقافة المقاومة و ترسيخ حق الدفاع عن الأرض من خلال القصائد الشعرية وعقد الأمسيات واللقاءات والندوات الثقافية والمسرحيات التي تحكي عن النكبة والويلات التي جرتها علي الشعب الفلسطيني".
ودعا الشاعر المناصرة وهو مؤلف المسرحية الشعرية "قافلة الشمس" التي تجسد تاريخ فلسطين منذ النكبة وحتى وقتنا الحالي، إلى صحوة أدبية عارمة في المزيد من المؤلفات والقصائد التي تناصر القضية.وتساءل كيف أن الشاعر يؤلف قصيدة دون معايشة هموم الوطن، مبينا أن الأديب والشاعر الحقيقي هو الذي يعبر عن مجتمعه في جميع أحواله أفراحه و أحزانه.
ابتعاد عن الألم
واتهم الشاعر أبو نصيرة بعض الشعراء والأدباء بأنهم يبتعدون عن الألم الفلسطيني وإخفاء الصورة الحقيقية، "والإدعاء بأن الفن يجب أن يبتعد عن التعبير الوطني لأنهم ملوا عن التعبير عن الجرح الفلسطيني، علي حد قولهم".
وأكد أن التعبير عن الهم الوطني من أصعب الموضوعات التي يمكن تناولها في الشعر،" لذلك فإن الشاعر يتحمل عبء كبير عندما يعبر عن هذا الجرح" كما قال.واتفق الشاعرين المناصرة وأبو نصيرة علي أن المشهد الثقافي الحالي يعيش حالة من الركود والضعف و الضياع، ولم يعفيا الجهات الرسمية من مسئوليتها عن هذا الرجوع والضعف المسيطر علي المشهد الثقافي.
من جانبه رأى د. عبد الفتاح أبو زايدة، الأديب و المحاضر بقسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية، أنه يقع علي الأدباء و الشعراء واجبات كثيرة تجاه إحياء ذكري النكبة الثانية والستون متمثلة في نسج الشعر الوطني المقاوم والتركيز علي الأرض و المقدسات و الوحدة الوطنية وحق العودة، و الحديث عن الظلم الذي تعرضت له القضية الفلسطينية.
وذكر أبو زايدة أن الأدباء والشعراء يؤدون دورهم بشكل كامل، منتقدا ضعف الوعي الأدبي لدى الجمهور.
ووصف الأديب أبو زايدة الكتاب والكلمات "بالمظلومين"، مشيرا إلي أن الحل هو القيام بحملات توعية بأهمية القراءة و الدفع باتجاه زيادة الإطلاع والتثقيف، مؤكدا على أن "فلسطين تعود بالقراءة والكتابة قبل البندقية".