سادت أجواء من الغضب تجاه المشاهد الصادمة، التي أظهرها فيديو اعدام الجنود المصريون لشاب فلسطيني مختل عقليًا على الحدود، بدم بارد ودون انذار سابق.
وأظهر فيديو لقناة الجزيرة القطرية، مشاهد صادمة للشاب الفلسطيني إسحاق حسان الذي يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية وهو عاري الجسد يجتاز الحدود لعدة أمتار، وتعرض بعد لحظات لوابل من الرصاص الحي بشكل مباشر أرداه قتيلا.
وبيّن الفيديو قتل الجنود المصريون للشاب بشكل مباشر ومتعمد، رغم نداءات أحد افراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية للجنود بعدم قتل الشاب.
وقد أثار الحادث ردود فعل غاضبة ومنددة من الأوساط السياسية والإعلامية، فقد وصف الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، الحادث بـ"العملية الاجرامية متكاملة الأركان"، وقال إنها تعبر عن حالة التعبئة العدائية للشعب الفلسطيني.
وأضاف البردويل في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، أن الجنود المصريون تأثروا من حالة التعبئة والضخ الإعلامي المصري ضد الفلسطينيين، فصدقوا ان عدوهم الرئيس هو الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح أن الاعلام اصبح حريصًا على تغيير عقيدة الجيش المصري من معاداة الصهاينة الى معادة الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه يترجم هذه المعاداة من خلال الحصار القاتل للقطاع وقتل الفلسطينيين بدم بارد.
وأكدّ أن الجريمة تشكل عارًا على الجنود، مشيرًا إلى أنها تمثل رسالة من الجيش المصري بأنه لن يرحم شعبنا وأنه لا يوجد علاقة إنسانية بيننا، بعد قتل جنوده للشاب وهم يتلذذون في ذلك.
وقال:" إن السياسة القائمة في الجانب المصري قائمة على الغطرسة والتعالي على الفلسطينيين، لفرض وصايته عليهم بشكل مهين، محذرًا من أن هذا الوضع الخطيرمن شأنه يضع العلاقة الفلسطينية المصرية في خطر مستقبلا.
وفيما يتعلق باستمرار الجانب المصري اختفاء أربعة شبان، أكدّ البردويل أن جميع الأدلة تؤكد ذلك، غير ان الجانب المصري يتعالى عن مناقشة الامر ويستكبر، بل أنه ضغط على عباس لاقالة وزير العدل سليم السقا لمطالبته بالكشف عن مصيرهم.
وقال:" السلطات المصرية تريد كي الوعي الفلسطيني من خلال القول بأن الشعب الفلسطيني لا كرامة له ونحن الاوصياء عليك، إمّا ان نرحمك أو نقتلك بحالة من النشوة والغرور.
وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، فور تداول الفيديو، حيث تحول الفيس بوك وتويتر، إلى مظاهرة غضب شارك فيها نشطاء فلسطينيون وعرب، تنديدًا بجريمة اعدام الجنود المصريون للشاب.
واطلق النشطاء الفلسطينيون والعرب هاشتاق حمل وسم #ليش_قتلوه، في تعبير عن ادانتهم لعملية الإعدام المباشرة والمقصودة، في وقت كان بإمكان الجنود القاء القبض عليه دون قتله بشكل متعمد.
وعبر سياسيون وإعلاميون عرب عن تضامنهم مع الفلسطينيين تجاه جريمة الإعدام التي استهدفت الشاب، مستنكرين الموقف العدائي للجنود ضد غزة رغم مواقف الأخيرة الإيجابية بحقهم إبان ثورة يناير 2011م، وامدادها لهؤلاء الجنود بالمونة الغذائية خلال فترة انقطاعها عنهم آنذاك.
وجريمة اعدام الشاب حسان هي الثانية خلال أقل من عشرة ايام، فقد قتل الجنود المصريون الشاب إيهاب الشاعر على الحدود المصرية.
وتتكرر انتهاكات الجيش المصري ضد القطاع من خلال تعمد قتل الشبان الفلسطينيون على الحدود، عدا عن اختطافه لأربعة شبان فلسطينيون اثناء سفرهم الى القاهرة عبر الأراضي المصرية دون أن يفصح عن مصيرهم.
وترصد "الرسالة نت" في هذا التقرير، ردود أفعال نشطاء الاعلام الجديد تجاه الحادث.
فقد كتب الإعلامي والصحفي إياد القرا عبر صفحته " الشرف العسكري يحتم على قيادة الجيش المصري ان تعلن عن فتح تحقيق في قتل الشاب الفلسطيني".
وقد تساءل الناشط وائل أبو عمر في بوست له، عن قصد الجريمة، "#ليش_قتلوه أعزل..مريض نفسي.. لم يتجاوز الا 10 متر او اقل ..".
أمّا الناشط محمد أبو طه من رفح، فكتب "جارنا الحبيب قتلنا وفرحت تل ابيب"، في إشارة الى اتساق المواقف المصرية الإسرائيلية في العدوان ضد غزة.
وعبر نشطاء آخرين عن ادانتهم لصمت السلطة على هذه الجريمة، فقال بهاء الغول"#ليش_قتلوه... ماذا سيفعل وزير الخارجية وسفير فلسطين اللي هو من غزة وايش حيعمل حبيبي اللي أبهر العالم!".
وكذلك تساءل الصحفي محمود فودة في منشور له، "إسحاق حسان، فراس مقداد،زكي الهوبي،إيهاب الشاعر.ضحايا فلسطينيين، برصاص الجيش المصري، منْ الاسم القادم؟"
وفي مقارنة مؤلمة بين سلوك الجيش المصري والاحتلال قال الـناشط محمد شعبان " يأبى النظام المصري إلا أن يكون له نصيب في قتل أبناء قطاع غزة كما يفعل الاحتلال بأبناء الضفة الغربية.#ليش_قتلوه
ونبهت الناشطة الإعلامية هدى نعيم،"حسبي الله فيهم ..يعني لو مثلا شكله بيوحي معه اشي خطير ممكن ابلعها بس الرجل عاري في وقت البرد فيه شديد جدا يتحرك بطريقة توضح مشكلة في عقله لو بس نزله واحد ووقفه كان ما قدر يعمل اشي ".
وغردّ نشطاء وكتاب عرب على الهاشتاق ، فكتب جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، "ما أقدم عليه "الجيش المصري" بقتل شاب فلسطيني مختل عقليا عاري الثياب في البحر رغم الصرخات بأنه مجنون يسيء للشعب المصري وتاريخ هذا الجيش".
وقد أكدّ الباحث في القضية الفلسطينية الدكتور أسامة الأشقر، في تغريدة له، أن "الجيش المحترم يتعامل مع الحدود بإنسانية وحزم وقانون، أما جيش السيسي فهو جيش عدواني بلا عقيدة أو هدف سوى تثبيت صورة نظام فاشل لا يحظى باحترام محترَمٍ".
وهؤلاء هم عينة ممن تفاعلوا على هاشتاق #ليش_قتلوه، الذي تم تداوله بسرعة كبيرة خلال فترة وجيزة، إذ وصل عدد المغردين عليه عبر الفيس بوك حوالي لعشرة آلاف شخص، خلال عدة ساعات فقط.