قائمة الموقع

2015 .. عام تعزيز المقاومة وإخفاق مشروع التسوية

2015-12-31T09:22:04+02:00
شبان يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة
الرسالة نت–محمد هنية

لم تنفض غزة غبار الحرب بعد، ولم يتوقف انبعاث رائحة الموت على حدودها الشرقية حيث الرمال المتحركة على صفيح ساخن، تماما كحال الضفة المحتلة التي تقود انتفاضة القدس، بعد سنوات من الهدوء النسبي، رعته أجهزة الأمن التابعة للسلطة، الذي تبدد نتيجة تصاعد الظلم من الاحتلال، فكانت الانتفاضة بوسائل تقليدية موجعة.

ما يزيد عن أربعة عشر عاما حملت فيها السلطة مشروع التسوية مع الاحتلال، وطافت أرجاء العالم العربي والدولي لجلب الدعم له، كانت نتيجتها صفر كبير، أفقد السلطة هيبتها وجعل رئيسها الثمانيني محمود عباس يلهث وراء أي إنجاز يختم به تاريخه قبل أن يغادر الحياة السياسية.

وفي المقابل حافظت المقاومة الفلسطينية على قوتها الأمر الذي أحرج السلطة وجعلها أمام مقارنة بين مشروعها والمقاومة، وما زاد الطين بلة اشتعال جذوة انتفاضة القدس أواخر العام 2015، والتفاف الجماهير الفلسطينية حول العمليات الفردية، ما حشر السلطة في الزاوية.

ورغم محاولات السلطة الخروج لأول مرة بمظهر المؤيد للحق الفلسطيني، واعتبارها ما يجري في الضفة والقدس نتيجة طبيعية لتصاعد ممارسات الاحتلال ومستوطنيه وتعنت حكومته "التي أوصلت الشباب إلى حالة اليأس والإحباط والضغط"، إلا أنها لم تستطع الاستمرار على هذا الحال، وسرعان ما صدرت الاوامر العسكرية لأجهزة الأمن بقمع المظاهرات ومنع وصول المتظاهرين الى نقاط التماس مع الاحتلال.

وفي ظل هذا التراجع في الموقف، فإن السؤال المطروح هو: ما خيارات قيادة السلطة للمرحلة المقبلة، في ظل الالتفاف حول مشروع المقاومة؟

الإجابة برأي واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن على القيادة اتباع ثلاثة استراتيجيات، أولها إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة "في سياق احتضان هذه الهبة الشعبية"، بالتوازي مع احتضان الفصائل لها، والحرص على استمرارها، والمضي في فرض المقاطعة الشاملة للاحتلال.

وبين أن الثانية تكمن في استمرار المساعي والجهود المبذولة دوليا لوضع حد للاحتلال، وتعزيز كل الإجراءات والآليات التي لها علاقة بمحاكمة الاحتلال على جرائمه، أما الثالثة فهي ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني والمؤسسات بما يتلاءم وهذه المعركة، مشيرا إلى وجود تحضيرات جارية لترتيب وضع مؤسسات منظمة التحرير وعقد جلسة للمجلس الوطني لهذا الغرض.

ولا يمكن اغفال التهديدات والمخاوف التي يطلقها الساسة الفلسطينيون والاسرائيليون، بشأن انهيار السلطة الفلسطينية اذا ما استمر الجمود في عملية التسوية، لا سيما مع توفر فرص انهيارها، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، وانعدام الحل السياسي، ودخول انتفاضة القدس وتبعاتها غير المتوقعة.

وفي سياق متصل، بات من الواضح أن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تعد تراهن على إمكانية تحريك العملية التفاوضية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وتصب في هذا الاتجاه العديد من التصريحات التي أدلى بها الرئيس أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، وكان فحواها باختصار نفض اليد الأمريكية من تسوية سياسية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في المدى المنظور.

ويؤكد مختصون في الشأن السياسي أن انتفاضة القدس، شكلت تحولًا جوهريا في مسار القضية الفلسطينية خلال الربع الأخير من العام المنصرم، ومثلت انطلاقة حقيقية لحالة الصعود والنهوض لمشروع المقاومة الذي قيد وكبل على يد الاحتلال وسلطة اوسلوا في الضفة الغربية.

ويشير المختصون، إلى أهمية الدور الذي لعبته الانتفاضة في تعزيز حالة الحراك المقاوم بالضفة من خلال استنهاض الحالة الفلسطينية الشعبية، مع بقاء وجود تحديات تتعلق بمسار المقاومة المسلحة، بفعل حسابات تتعلق بملاحقة الاحتلال والسلطة.

اما على صعيد ما حققته الانتفاضة، فقد مثلت انتكاسة واضحة لمشروع التسوية، كتعبير عن حالة الإخفاق والفشل التي أصابت مشروع التسوية.

اخبار ذات صلة