قائمة الموقع

المقاومة 2015.. مواجهة "الترويض" وصراع الـأزمات

2015-12-31T09:25:02+02:00
فصائل المقاومة - صورة تعبيرية
الرسالة نت-محمود هنية

يطوي العام المنصرم 2015 صفحاته الأخيرة، وسط أحداث عاصفة مرت بها المنطقة وتكدست فيها أزمات، أثرت بشكل مباشر على مسار القضية الفلسطينية، وموقعها في تصدر الأحداث لصالح قضايا أخرى أكثر سخونة فرضت نفسها بقوة على المشهد السياسي في المنطقة.

اشتعال الأحداث وضراوتها في بلدان الإقليم، فرض على المقاومة الفلسطينية معادلات سياسية معقدة، تحديدًا فيما يتعلق بمسار علاقاتها الخارجية وتحالفاتها السياسية، لا سيما في ظل تباين الاستقطابات ونشوء المحاور المختلفة، التي غيّرت ملامح الخارطة السياسية وأثرت بشكل كبير على مجريات الاحداث ومن ضمنها القضية الفلسطينية.

وتنظر القوى والنخب الحاكمة في المنطقة، بأهمية لموقف المقاومة من مجريات العلاقات السياسية الإقليمية، خاصة وأنها تملك الورقة الأقوى التي تعتبر رافعًا لهذه القوى المتصارعة.

وأثبتت المقاومة قدرتها العالية في الحفاظ على بنيتها التحتية وتمكنت من تطوير قدراتها خلال العام الجاري.

ويؤكد محسن صالح رئيس مركز الزيتونة للدراسات لـ "الرسالة"، أن المقاومة تمكنت من ادخال أدوات جديدة في الصراع مع الاحتلال، وشكلت جيلا قادرا على المواجهة، واستطاعت إنضاج الحالة الدفاعية والجهادية رغم الـحصار (الإسرائيلي) والمصري على حد سواء.

ويوافقه التقدير الدكتور أمين شاكر الخبير في الشأن الاستراتيجي من عمان، الذي رأى أن المقاومة تمكنت من صوغ علاقات سياسية مهمة واختراق منظومة الحظر العربي، خاصة فيما يتعلق بمحور الاعتدال من خلال التحول في العلاقة مع السعودية.

وأكدّ شاكر أن الأهم هو قدرة المقاومة في الحفاظ على بوصلتها من خلال عدم الانجرار وراء الأحداث الجارية في المنطقة، ورفضها ان تكون ورقة في الصراعات الجارية أو تقديم تنازلات على حساب مبادئها، رغم الأزمة التي تمر بها.

ويشير شاكر إلى أن الإقليم بمجمله يعاني من أزمات، ومن الطبيعي ان تتأثر المقاومة بالعوامل الذاتية والموضوعية في الصدع الحاصل بالمنطقة، الا ان نجاح المقاومة يكمن في قدرتها الحفاظ على موقعها الداخلي وقدراتها الذاتية وعدم تأثرها بهذه العوامل.

ويجمع مراقبون على أن المقاومة لم تحصد ثمار المرحلة بكل تفاصيلها، غير أن حساب المرحلة لديها يكمن في تقليل الخسائر وليس جني الأرباح، مؤكدين ان التحدي الأبرز امامها في قدرتها على تجاوز الكم الكبير من الخسائر الناجمة عن الهجمات التي تتعرض لها.

ويرى يحيى موسى القيادي في حركة حماس، أن المقاومة نجحت فعلا خلال العام الماضي، في الحفاظ على القضية الفلسطينية، وحرصت على التقليل من حجم الخسائر التي تتعرض لها القضية، وتجاوزت حالة الإحباط السياسي الذي حاولت السلطة اشغال الحركة فيه.

يشار الى ان حركتي حماس والجهاد الإسلامي، قد اتفقتا كأبرز فصيلين مقاومين في القطاع على تفعيل وتعزيز مستوى التنسيق بين الجانبين، امام أي عدوان (إسرائيلي) مقبل.

ويبقى حساب حصاد الأرباح الاختبار الأصعب لدى المقاومة في الفترة المقبلة، وهي مرحلة تدرك المقاومة تعقيداتها في ظل بيئة إقليمية معادية، ومنقسمة وممنوعة من أي فعل يساند المقاومة بقوة، ولا شك أن المقاومة تعي أهمية المخاطر التي تقف امامها.

اخبار ذات صلة