يدق سكان منطقة الوافية في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، ناقوس الخطر، تجاه الغرق الذي يداهم منازلهم مع كل منخفض جوي، دون وجود أي انقاذ لأزمتهم العالقة منذ أعوام عديدة، وسط غياب شبه تام لحلول الازمة، تحت ذرائع مختلفة يتمسك بها صناع القرار.
المنطقة التي تقع بين مدخل أحياء الأمل والكتيبة، تغرق في كل عام بفعل انخفاضها عن مستوى سطح الأرض، ما يؤدي الى وجود خسائر مادية فادحة وتتسبب بمعاناة كبيرة لدى المواطنين.
ويشتكي سكان المنطقة من تجاهل بلدية خانيونس لمعاناتهم المستمرة، متهمين مدير عام البلدية بالاساءة اليهم في تصريحات صحفية، تبرأ منها رئيس البلدية المهندس يحيى الاسطل ونفاها بشكل قطعي.
المهندس عبد الله وافي أحد سكان المنطقة، شرح لـ"الرسالة" طبيعة ظروف المنطقة التي تتعرض لعملية غرق دائم، خاصة في ظل غياب البنية التحتية واختلاط مياه الامطار مع مياه الصرف الصحي والتي تداهم منازل المواطنين وتغرقها بشكل شبه تام، مع كل موسم شتاء.
ومع اقتراب المنخفض الجوي، ذهب وفد من سكان المنطقة الى البلدية، لانهاء الازمة والعمل على انقاذ السكان، الا انها لم تستمع لاجابات واضحة منها، وتفاجء السكان بتصريحات صحفية لمدير عام البلدية محمد الأغا يتهمهم فيها بعدم التعاون ويقر فيها بإمكانية حل الازمة، وفق ما يقوله وافي.
هنا اشتاط سكان المنطقة غضبًا وتوجهوا مرة أخرى الى مقر البلدية تنديدًا بما قاله الاغا، مذكرين بالكارثة التي ستداهم منازلهم لو لم يتم تدارك الازمة ولو بحل مؤقت، رافضين في الوقت ذاته ما أسموه "عملية الشيطنة" من بلدية خانيونس للمواطنين، بحسب وافي
ويضيف " مدير البلدية اتهمنا بالبحث عن المثاليات وليس الحاجيات، متسائلا هل المطالبة بوقف الغرق عن منازلنا نوعًا من المثاليات؟"، مشيرًا إلى أن سكان المنطقة بصدد اتخاذ إجراءات تصعيدية حال رفضت البلدية الاستجابة لمطالبهم.
صحيفة الرسالة نقلت شكاوي المواطنين الى رئيس بلدية خانيونس يحيى الاسطل، الذي نفى بدوره صحة ما نسب الى مدير البلدية من تصريحات بهذاالصدد، مشيرًا إلى أن الحل الجذري لازمة المنطقة بحاجة الى أموال باهظة لا تملك البلدية ثمنها.
وقال الأسطل لـ"الرسالة"، إن الأدوات المطلوبة تقدر بملايين الدولارات وتم رفعها الى جهات مانحة لا زلنا بانتظار الرد منها"، مؤكدًا أنه لا يوجد حل جذري لهذه اللحظة لدى البلدية لانهاء الازمة.
وبشأن الغرق الذي يهدد منازل المواطنين، فأشار الى ضرورة ان يؤخذ المواطنين الحذر، مضيفًا " أن البلدية ستساعد ضمن حدود امكانياتها".
وردًا على اتهام البلدية ببناء مشروعات أخرى اقل أهمية من تدارك الازمة، أجاب " بناء المشروعات يتم بناء على رغبة المانحين وليس بناء على ما نطلبه نحن وما نريده ضمن احتياجاتنا".
وتتعرض عددًا من المناطق في قطاع غزة الى غرق بشكل سنوي، بفعل انخفاضها عن مستوى الأرض، وعدم توفر بنية تحتية في القطاع.