لم يعلن رسميًا عن الجهة التي تقف خلف عملية اطلاق النار التي حدثت في شارع ديزنغوف في تل ابيب، مساء الجمعة، وأوقع اثنين من القتلى في صفوف "الإسرائيليين"، واصابة 8 آخرين من بينهم حالتين في حالة الخطر الشديد.
إلّا أن هذه العملية اعادت الى الاذهان مجددًا اسم الشارع الذي حدثت فيه، والذي ذاق مرارة الموت مرارًا على يد المقاومين خلال مسيرة المواجهة مع الاحتلال.
كانت المرة الأولى التي يذكر فيها اسم الشارع، عندما اختاره الشهيد المهندس يحيى عياش، عنوانًا ليعيد فيه الاعتبار للشعب الفلسطيني بعد سلسلة من المجازر التي ارتكبت بحقه على يد الاحتلال.
وخطط المهندس برفقة الأسير القسامي المحرر معتصم موقدي، العملية الأولى التي هزت الأوساط السياسية والأمنية في الكيان ردًا على جريمة الحرم الابراهيمي عام 1994، والتي كانت بداية لسلسلة طويلة من العمليات الاستشهادية لا تزال تلاحق الاحتلال ومواطنيه لهذه اللحظة.
وفي تاريخ 19/10/1994 نقل معتصم موقدي الشهيد صالح نزال إلى محطة الباصات في مستوطنة" القنا" في قرية مسحة ومن هناك ركب الباص رقم"5" وبقي فيه إلى أن وصل إلى "تل أبيب"، ووقف ينتظر حافلة شركة (دان) رقم (90) التي تعمل على خط رقم (5) والذي يبدأ من بلدة "حولون" بجنوب تل الربيع وينتهي بمنطقة الفنادق في "هيرتسليا" مروراً بساحة "ديزنغوف".
وفي نحو الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة من صباح يوم الأربعاء الموافق 19 تشرين أول (أكتوبر) 1994، انطلقت الحافلة في طريقها المعتاد، وقد أخذ الشهيد = مقعده في الصف السادس خلف السائق، وخلال دقائق معدودة، وصل الموكب ساحة ديزنغوف، ولاحت الفرصة الذهبية للارتقاء حين اقتربت حافلة أخرى، وأضحت في محاذاة الحافلة رقم (90).
فجر صالح عبواته الناسفة لتتحول الحافلة إلى كومة من الحطام بعد أن تطاير سقفها كلياً وتناثرت قطع من الحديد الملطخة بالدماء في دائرة قطرها يتجاوز الخمسين متراً، ولم تسلم المحلات والمخازن والمقاهي من الدمار.
أحدث الانفجار أضراراً جسيمة وفادحة في المنطقة التي اهتزت وتصاعد عمود من الدخان إلى علو ستة أمتار بفعل الحريق الذي اندلع في الحافلة، ويبدو أن العملية بما انطوت عليه من خسائر بشرية بلغت 22 قتيلاً اسرائيليا و 47 جريحاً.
ونجم عن العملية خسائر مادية فاقت السبعة ملايين شيكل (مليونين وثلاثمائة ألف دولار أمريكي)، لم تهز تل الربيع فحسب، بل جميع أنحاء الكيان حيث أصيب الناس بالذهول وهرعوا في بعض المدن إلى الشوارع في تظاهرات.
وفي عام 1996 نفذ الشهيد رامز عبيد من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عملية استشهادية نوعية ضد المستوطنين في شارع "ديزنغوف"، ما أدّى لمقتل عدد من الإسرائيليين واصابة آخرين، ردًا على اغتيال الأمين العام للحركة الشهيد فتحي الشقاقي.
واحبطت سلطات الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية عدة محاولات لتنفيذعمليات فدائية في الشارع الذي يعد اكثر المناطق حيوية في مدينة تل الربيع المحتلة.
وشارع ديزنغوف Dizengoff Street هو أحد الشوراع الرئيسية في تل أبيب، سمي باسم أول رئيس لبلدية تل أبيب مائير ديزنغوف.
يوجد به العديد من المعالم مثل مركز ديزنغوف وهو مركز تسوق وميدان ديزنغوف، ويحتوي الشارع في شماله على أرقى المحلات التجارية في المدينة، وبه أيضا الكثير من المقاهي ومحلات الملابس.