قائمة الموقع

انتفاضة القدس تنتقل تدريجيا إلى العمل المسلح

2016-01-02T14:21:32+02:00
عملية اطلاق نار بالضفة في شهر نوفمبر المنصرم
الرسالة نت-محمود فودة

زادت في الأيام القليلة الماضية عمليات إطلاق النار اتجاه قوات الاحتلال في مدن الضفة المحتلة، في تطور نوعي يطرأ على انتفاضة القدس المندلعة منذ مطلع اكتوبر الماضي.

وينبئ إعلان الاحتلال اكتشاف كميات من الأسلحة خلال حملات مداهمة وتفتيش لمناطق في القدس والضفة، والكشف عن مجموعات فلسطينية تسعى إلى تشكيل خلايا عسكرية منظمة، بدخول الانتفاضة مرحلة جديدة عنوانها العمليات المسلحة.

ووفق المصادر الأمنية الإسرائيلية فقد صودرت كمية من الأسلحة خلال محاولة تهريبها عبر ميناء اسدود، كانت في طريقها إلى القدس، وأخرى في نابلس والخليل وقلقيلية والقدس، خلال حملات أمنية مكثفة نفذتها قوات الاحتلال، ورغم ذلك استمرت حوادث اطلاق النار اتجاه النقاط العسكرية.

وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن جهاز الشاباك لاحظ مؤشرات على توجه فلسطينيين إلى تشكيل خلايا مسلحة في أرجاء الضفة، وبالتالي تبدي قيادة جيش الاحتلال مخاوفها من إمكانية انتقال المقاومين الفلسطينيين إلى تنفيذ الهجمات المسلحة على نطاق واسع.

ويقول معلق الشؤون العسكرية بهآرتس، عاموس هارئيل، إن الشروع في تشكيل خلايا مسلحة ينقل انتفاضة القدس إلى مرحلة جديدة تماماً، على اعتبار أن جميع العمليات التي نفذت حتى الآن تمت بشكل فردي من دون تدخل التنظيمات الفلسطينية.

ووفق هارئيل، فإن قيادات الجيش الإسرائيلي تقرّ بعجزها عن ابتكار وسائل يمكن أن تُسهم في إحباط العمليات ذات الطابع الفردي قبل تنفيذها، مشيراً إلى وجود خيبة أمل من نتائج عمليات رصد ومتابعة حسابات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ إنها لم تنجح حتى الآن في توفير معلومات تساعد في إحباط عملية فردية خطط لها شاب فلسطيني.

ولعلّ ما يكبل أيادي الفلسطينيين عن الزناد، دور التنسيق الأمني التي تقدمه السلطة خدمة للاحتلال منذ سنوات طويلة، عدا عن الفترة الطويلة التي مرت على انقطاع العمليات المسلحة، التي اعتاد عليها الاحتلال في بدايات انتفاضة الأقصى عام 2000.

وفي ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح عبد الستار قاسم، أن الانتفاضة تنتقل في مراحل التطور بشكل متسارع، من خلال تنوع العمليات التي ينفذها الشباب المنتفض، "بينما لا يمكن الجزم بأنها انتقلت إلى مرحلة العمليات المسلحة، بعد ظهور بعض المؤشرات على ذلك".

ويعتقد قاسم أن سرعة الدخول في مرحلة العمليات المسلحة يشير إلى وجود أرضية خصبة لذلك، خصوصا أن تنفيذ هذه العمليات يحتاج إلى دعم لوجيستي مكْلف نوعا ما، ويتطلب اختيار التوقيت المناسب، "وهذا يعني أن ما يجري من المتوقع أن يكون تحت غطاء فصائلي معين"، وفق قوله.

من جهة أخرى، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أن أكثر ما يقلق الاحتلال في المرحلة الحالية انتقال الانتفاضة من مرحلة الطعن والدعس إلى العمليات المسلحة؛ نظرا لنتائجها الكارثية عليه، "والأهم دخول الانتفاضة إلى مرحلة اللاعودة".

ويشير أبو زايدة إلى أن حلول الاحتلال "الموضعية" التي يستخدمها حاليا في التضييق على أهالي منفذي العمليات، أو سكان القدس والضفة، لن تجدي نفعا في اللحظة التي تبلغ فيها الانتفاضة مرحلة العمليات المسلحة بشكل أكبر.

وتبقى الأيام المقبلة للانتفاضة حبلى بالمفاجآت، فكلما توقع كثيرون خفوتها، اندلعت موجة ثورية جديدة أشعلتها عملية نوعية، لتبقى في حال تجدد مستمر، بما يتيح الفرصة لدخولها في مراحل أوسع من العمليات المسلحة.

اخبار ذات صلة