قائمة الموقع

رفع الحصار عن غزة يتوقف على عتبة جهود انشاء "الميناء البحري"

2016-01-05T13:36:43+02:00
صورة "أرشيفية"
الرسالة نت-نور الدين صالح

يترقب الفلسطينيون لحظة بلحظة أي انفراج من شأنه رفع الحصار المفروض على قطاع غزة الذي دام أكثر من ثماني سنوات، خاصة بعد التحركات التركية الأخيرة.

وربما يكون إنشاء ميناء بحري يمتد من قطاع غزة إلى تركيا، ويربطها في العالم الخارجي، هو الصورة التي تتمثل برفع الحصار كلياً عن القطاع، وهو الامر الذي يتطلب جهوداً دولية لتحقيقه.

فعودة التصريحات التركية بهذه القضية أعادت الأمل للفلسطينيين، لكنها تطرح تساؤلات عدة أبرزها، هل ستوافق (إسرائيل) على مطلب تركيا برفع الحصار؟ وكيف سيكون شكل رفع الحصار بعد الموافقة؟

السلطة لن تقبل

المحلل السياسي د. فايز أبو شمالة قال إن أهم إجراء يُمكن اتخاذه بشأن رفع الحصار عن غزة، هو انشاء ميناء بحري ومطار دولي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، ويسهل دخول البضائع وسفر العالقين.

ومن المعروف أن تركيا هي أول من طرحت فكرة انشاء ميناء بحري في قطاع غزة وعملت على تصميم مخططه الهندسي، عقب انتهاء الحرب (الإسرائيلية) الاخيرة على القطاع صيف عام 2014م، وهو أحد شروط المقاومة الفلسطينية آنذاك للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين غزة و"(إسرائيل).

وأوضح أبو شمالة لـ "الرسالة"، أن تركيا باستطاعتها تحقيق ذلك، نظراً لعلاقاتها الدبلوماسية مع (إسرائيل) وهي إحدى الأطراف الدولية المعترف فيها كجزء من حلف الناتو.

وتوّقع أن توافق (إسرائيل) على هذا المطلب، في محاولة منها لإطلاق غزة من تحت سيطرتها، ولتخفف الضغط الدولي عنها، من منطلق أنها تحاصر قرابة 2 مليون شخص، في حين أن مصر والسلطة الفلسطينية هما من سيعارضان ذلك.

وهذا ما أيده الكاتب والمحلل والسياسي حسن عبدو، قائلا: رفع الحصار عن غزة هو المطلب الاساسي للغزيين، والذي يتمثل بفتح المنافذ والمعابر كاملة براً وبحراً.

وأضاف عبدو أن رفع الحصار المفروض على غزة هو ما اشترطته المقاومة بعد العدوان الأخير على القطاع، لا سيما أن (إسرائيل) اشترطت نزع سلاح المقاومة مقابل ذلك.

لكنه استبعد في الوقت ذاته، توقيع أي اتفاق مع الاحتلال دون موافقة حركة حماس بواسطة طرف ثالت، "وقد يكون الطرف التركي يدرس هذه الخيارات لتنفيذها في غزة".

وبالإشارة إلى زيارة مبعوث الأمم المتحدة لعملية "التسوية" في الشرق الأوسط "نيكولاي ميلادينوف" لقطاع غزة مؤخراً ولقاءه بقيادات حركة حماس، فإن عبدو أشار إلى وجود بعض التقديرات التي تتحدث عن اتفاق مع حماس بشأن ذلك، وهو الأمر الذي لم تؤكده الأخيرة حتى اللحظة.

السلطة ومصر

وربما تصطدم الموافقة التركية (الإسرائيلية) على رفع الحصار بجدار السلطة الفلسطينية ومصر.

وفيما يتعلق بالسلطة، فإن أبو شمالة أكد أن السلطة المستفيد الأول من بقاء الحصار على غزة ماليا وسياسيا، مشيراً إلى أن ميزانيتها ارتفعت بسبب الحصار بنسبة 90%.

وبحسب أبو شمالة، فإن رفع الحصار عن قطاع غزة يضعف قوة السلطة سياسياً.

أما على الصعيد مصر، فإنه لا يمكن لها أن توقف مشروعاً جرى الاتفاق عليه، لكن باستطاعتها تقديم اعتراضها بطريقة أو بأخرى.

وبالعودة إلى عبدو، فإنه قال "مصر ترى بوجود غزة خطراً يهدد أمنها القومي وهو ما دفعها لإغلاق الحدود والأنفاق ومعبر رفح"، لافتاً إلى أن وجود منافذ مع غزة يريح مصر.

وبالمجمل فإن أهم انجاز في قضية رفع الحصار يمكن تقديمه للفلسطينيين في قطاع غزة، هو انشاء ميناء بحري، يربط غزة بالعالم الخارجي ويمكّن الطلبة من السفر، ويسهل دخول البضائع للقطاع، وبذلك يمكن الاستغناء عن بعض المعابر الاخرى واهمها معبر رفح.

ويعتبر معبر رفح المنفذ البري الوحيد لأهالي قطاع غزة، حيث جرى اغلاقه أكثر من 300 يوم خلال العام الجاري، لا سيما أن عام 2015 يعد الأسوأ فيما يتعلق بفتحه، مما فاقم معاناة المسافرين الذي يصل عددهم أكثر من 20 ألف مواطن ينتظرون فتح "البوابة السوداء" لمغادرة القطاع.

اخبار ذات صلة