قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السورية وافقت على إدخال مساعدات إنسانية إلى ثلاث بلدات سورية، بينها مضايا التي يحتضر فيها عشرات الآلاف من الجوع بسبب حصار قوات النظام، لكن المنظمة الأممية أشارت إلى أن نقل المساعدات لن يتم إلا خلال أيام.
وقال بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية إن الحكومة السورية وافقت على السماح بوصول المساعدات إلى مضايا في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب المواليتين للنظام.
وأضاف المكتب أن الاستعدادات جارية لتحضير القوافل اللازمة لإيصال هذه المساعدات خلال أيام.
ونقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثوقة" أن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو أربعين ألف شخص.
من جانبها، ذكرت المتحدثة الإعلامية باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عبير عطيفة، أن إدخال المساعدات إلى البلدات الثلاث سيتم خلال الأيام المقبلة ولمرة واحدة وبشكل متزامن.
وعن توزيع المساعدات، قالت عطيفة -في اتصال مع الجزيرة- إن ذلك سيتم من خلال التنسيق مع منظمات إغاثية محلية.
وقد نقل مراسل الجزيرة عن مصدر في الأمم المتحدة قوله إن المنظمة الدولية جاهزة لإدخال كل المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مضايا.
وأوضح المصدر أن النظام السوري يربط تطبيق باقي بنود اتفاقية الهدنة في الزبداني -والتي تنص على إدخال المساعدات إلى مضايا والزبداني- بإدخال الوقود إلى كفريا والفوعة في ريف إدلب.
غير أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر مطلع في الشؤون الإنسانية في سوريا استبعاده إيصال المساعدات خلال الأيام القليلة المقبلة، بسبب الأعمال الإدارية التي يجب إتمامها قبل ذلك، لا سيما مع قدوم عطلة نهاية الأسبوع في سوريا.
الآلاف يحتضرون
وفي هذه الأثناء، تستمر معاناة الأهالي في بلدات مضايا والزبداني ومعضمية الشام بسبب الجوع الناجم عن الحصار الذي تفرضه قوات النظام وحزب الله اللبناني.
وأفادت مصادر طبية أن قرابة خمسين حالة إغماء بسبب نقص التغذية تصل يوميا إلى المراكز الطبية، في حين بلغ عدد الوفيات 23.
من جانبه قال مدير المهن الطبية في مستشفى ميداني بمضايا، إن نقص الأدوية في المستشفى حاد جدا بسبب الحصار المستمر منذ سبعة أشهر.
وأضاف أن عشرات الآلاف في البلدة يُحتضرون بسبب الجوع، وناشد المجتمع الدولي التدخل من أجل فك الحصار عن مضايا.
أما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فقد حذر من ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال وكبار السن نتيجة الحصار في مضايا والزبداني ومعضمية الشام، محمّلا المسؤولية للمجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري، بحسب وصفه.
ودعا الائتلاف الأمم المتحدة إلى تصنيف الوضع بالكارثة الإنسانية، وإقرار تدخل دولي إنساني عاجل وتقديم المساعدات عبر الجو.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وتسجيلات مصورة لأشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد، وقد نشزت عظامهم من نقص التغذية.
حزب الله
في المقابل، نفى حزب الله اللبناني ما وصفها بحملة الافتراءات التي تتهمه بحصار مدينة مضايا وتجويع المدنيين فيها.
وقال الحزب في بيان صادر عن وحدة الإعلام الحربي إن الجماعات المسلحة تتخذ مضايا رهينة لها، وتمنع السكان من الخروج منها وتستخدمهم دروعا بشرية وورقة سياسية، وفق تعبير البيان.
واتهم الحزب تلك الجماعات المسلحة بالتحكم في المساعدات الغذائية وابتزاز السكان بها.
وأوضح البيان أنه تم إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية في أكتوبر/تشرين الأول إلى مضايا وسرغايا وبقين، تزامنا مع إدخال كمية مماثلة إلى كفريا والفوعة بريف إدلب.
يذكر أن البيان صدر عن وحدة الإعلام الحربي خلافا للمألوف، حيث تصدر البيانات عادة من الإعلام الرسمي في الحزب.
وتحاصر قوات النظام ومليشيا حزب الله عدة قرى في ريف دمشق منذ أكثر من سنتين، لكنها شددت الحصار على مضايا قبل نحو ستة أشهر، وهي واحدة من أربع بلدات تم التوصل إلى اتفاق بشأنها في سبتمبر/أيلول بين الحكومة وفصائل المعارضة، ينص على وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات على مراحل.
الجزيرة نت