ذكر إيتمار آيخنر مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت أن العديد من الأوساط الأكاديمية في العالم، وفي الغرب تحديدا، أصبحوا يرون في إسرائيل المصدر الأساسي لكل الشرور التي تقع على وجه الأرض.
وبالرغم مما تسببه مشاكل أخرى لهم مثل اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا بسبب الحرب في سوريا والعراق، والعمليات الدامية التي ضربت باريس مؤخرا، فإنهم حين يقارنون بين المخاطر التي تحدق بالسلام العالمي، بين تنظيم الدولة وإيران وبشار الأسد وكوريا الشمالية، فإنهم يتركون كل هذه الأطراف، ويعتقدون أن الخطر الحقيقي مكمنه إسرائيل.
وأضاف أن المصدر الأساسي المسؤول عن هذه النظرة العدائية لإسرائيل هي حركة المقاطعة العالمية "بي دي أس" -التي تدير حملة كبيرة في العالم- لفرض مقاطعة على إسرائيل في المجالات الاقتصادية والأكاديمية، والفنية والثقافية، تحت ادعاء أنها تقيم نظام فصل عنصريا، وتنفذ أعمال قتل، وترتكب جرائم ضد الإنسانية.
وقال المراسل إن هذه الحملة لا تستهدف المستوطنين الإسرائيليين داخل الضفة الغربية فحسب، بل إنها ترفض حق اليهود كلهم في أن تكون لهم دولة خاصة بهم، وفقا لما ذكره "فرانك دار-ليند" أحد كبار رموز المقاطعة العالمية في هولندا.
وكشف المراسل أن صحيفة يديعوت أحرونوت ستقيم مؤتمرا دوليا حول المقاطعة العالمية لإسرائيل في مارس/آذار القادم بمشاركة شخصيات سياسية، زعماء حزبيين، اقتصاديين، مثقفين كبارا، بجانب قضاة وأكاديميين من داخل إسرائيل وخارجها.
وذكرت دانا سومبيرغ من صحيفة معاريف، أن قانون تمويل الجمعيات الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية مؤخرا قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية جديدة لإسرائيل في العالم، في ضوء القلق الذي عبرت عنه الإدارة الأميركية، وهو ما كان محور لقاء جمع وزيرة القضاء الإسرائيلية آيليت شاكيد مع السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو، على خلفية تصريحات جون كيربي الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية الذي اعتبر أن القانون الإسرائيلي قد يشكل خطرا على قيام مجتمع مدني حر، ورفضت الوزيرة الإسرائيلية تدخل حكومات أجنبية في السياسة الإسرائيلية الداخلية.
وقد كتبت الواشنطن بوست مقالا حادا ضد القانون الإسرائيلي، لأنه يشكل خطرا على الديمقراطية، وربما يجعل إسرائيل جزءا من النادي غير المرحب به ضمن الدول التي تفرض قيودا على منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، ومع ذلك فإن القانون سيأخذ طريقه نحو التشريع والمصادقة داخل إسرائيل.