نشأت كنت بطلا حيا وميتا، رحمك الله رحمة واسعة شغلت الاحتلال وأفقدته أمنه وفرضت على قلبه منعا للتجوال ، تقبلك الله في عليين عند نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، نشأت لن تكون وحدك سيلحق بك عشرات بل مئات بل ألوف ، ولينتظر العدو زلازل فلن يستقر، وباستشهادك ستحيي الأمل في النفوس، فرسالتك وصلت أصحاب القلوب الميتة فكيف بأصحاب القلوب الحية النابضة بالثورة وحب الوطن ، لا نقول وداعا يا نشأت بل إلى لقاء في جنات الخلد على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نشأت أنت شهيد بإذن الله تعالى ، شهيد الوطن والكرامة والمقدسات، شهيد رغم انف وزارة صحة عباس التي ترفض أن تسجلك في قوائم الشهداء الأبرار الأكرم منا جميعا ، أنت الشهيد الذي تربع على قلوب كل الأمة وكل الأحرار في هذا العالم، إضافتك إلى قوائم الشهداء لدى وزارة الصحة في رام الله من عدمه لن يقدم أو يأخر أو ينفي أنك بطل قدم روحه فداء لوطنه فلسطين، فدا لأرضه ومقدساته دفاعا عن حريته وحرية شعبه.
نشأت أنت الشهيد والشاهد على فقدان هذه السلطة للمشاعر الوطنية والأخلاقية ناهيك عن أنك باستشهادك وبرفض وزارة صحة عباس اعتبارك شهيدا فلسطينيا هو دليل واضح على أن هذه السلطة لا ترى فيك فلسطينيا وتعتبرك شأنا إسرائيليا ومواطنا إسرائيليا قوميته عربي، وهذا هو موقف السلطة والذي بدا واضحا جليا بتنكرها للشعب الفلسطيني الذي صمد وثبت على أرضه ودافع عنها وقدم الشهداء وأكد على الدوام انه فلسطيني ينتمي لهذه الأرض فلسطين كل فلسطين ولا يعترف بهذا الكيان الغاصب.
لقد أثبت يا نشأت بعمليتك البطولية وباستشهادك مدافعا مقداما انك ابن فلسطين وانك ما هادنت وما تنازلت عن فلسطينيتك وانتماءك لهذا الوطن وهي شهادة لكل فلسطيني يعيش في فلسطين المحتلة من عام 48 والذين لا يحتاجون إلى شهادة ولكن بشهادتك واستشهادك أكدت على ذلك لمن لا يرى أن فلسطين كل فلسطين هي للشعب الفلسطيني ويريد أن يتنازل عنها وعن سكانها كرامة لعيون بني صهيون أو استسلاما لواقع ظالم يجب أن يتغير ويتبدل ويحتاج الى جهد وبذل وعطاء حتى تعود الحقوق إلى أهلها.
أن ترفض وزارة الصحة في رام الله إدراج اسم نشأت ملحم فهذه جريمة وطنية يجب أن ينتبه إليها الغافلون وان يدركها المطبلون تقول بكل وضوح أن محمود عباس وسلطته سلمت بأن الشعب الفلسطيني في فلسطين الـ48 ليسوا فلسطينيين وأنهم الجزء العربي في دولة (إسرائيل) وعليه هم غير معترف بهم من قبل عباس على أنهم فلسطينيون فهل بات هناك وضوح أوضح من هذا الإنكار لجزء مهم وأصيل من شعبنا الفلسطيني العريق.
إن سياسة سلطة محمود عباس المرفوضة يجب أن تتصدى لها كل المؤسسات الفلسطينية والقوى والفصائل وأن يكون لها موقف واضح وجلي وأن تكون هناك إدانة لهذا الموقف اللا أخلاقي واللا وطني والذي يجب أن يدين هذه السياسة ويطالب عباس بالتراجع عن هذه المواقف والعودة الى الشعب الفلسطيني حيث ما كان وأن يعيدوا التأكيد على أن الشعب الفلسطيني في كل مكان هو وحدة واحدة في الضفة وغزة وفلسطين المحتلة من عام 48 وفي الشتات وأن فلسطين كل فلسطين من نهرها إلى بحرها هي للشعب الفلسطيني ، وأن الاحتلال والاغتصاب لا يغير هذه الحقيقة وهؤلاء الشهداء ومنهم نشأت ملحم هم الحقيقة الواضحة للعيان قبل ذلك من قبل أو لم يقبل.