تفاصيل جديدة حول خلية "إيتمار" القسامية يرويها أفرادها

تفاصيل جديدة حول خلية "إيتمار" القسامية يرويها أفرادها
تفاصيل جديدة حول خلية "إيتمار" القسامية يرويها أفرادها

الضفةالمحتلة- الرسالة نت

تتواصل خبايا الكشف في حكاية خلية "بيت فوريك" أو ما اصطلح على تسميتها "إيتمار" القسامية التي نفذت عملية قتل لمستوطنين شرقي نابلس أوائل أكتوبر من العام الماضي.

فقد كشفت مصادر خاصة وأسرى محررون التقوا بأفراد من الخلية أن جهاز الامن الوقائي كان له الدور الاكبر في الكشف عنها.

حيث أكد عناصر الخلية على دور جهاز الوقائي في كشف كرم المصري، الذي حاولت الخلية معالجته من إصابته، ونظرا لخطورتها تم تحويله للمستشفى العربي التخصصي، وقالوا إنهم متأكدون من دور موظفين في المستشفى في إبلاغ الأجهزة الأمنية بوصول إصابة بالرصاص.. حيث حضر عدد من عناصرالوقائي بقيادة عماد الخراز، الذي حقق مع كرم وسحب منه أجهزة الاتصال كافة، ومنع عنه التلفزيون وأوقف عنصرين على باب غرفته لمراقبته ومراقبة من يزوره.

وبعد وصول المعلومات المؤكدة للاحتلال الإسرائيلي أصدر أوامره لقوة من المستعربين باقتحام المستشفى واختطاف الجريح.

وأكد أفراد الخلية انها كانت تخطط لأسر جنود أو مستوطنين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وليس لقتلهم، إلا أن الظروف التي أحاطت بالعملية وتصرف المستوطن دفع بالخلية لقتله وزوجته، ومن ثم الانسحاب.

ونقلت المصادر والأسرى المحررون عن أفراد الخلية العسكرية قولهم إن "الترتيبات كانت تتمثل بإطلاق النار على سيارة إسرائيلية بعد التأكد من أن ركابها جنود أو مستوطنون، وليسوا من فلسطيني الداخل المحتل أو القدس كونهم يقودون سيارات تحمل لوحة تسجيل صفراء أسوة بالإسرائيليين".

والخطة تقوم على إطلاق النار بهدف إجبار تلك السيارة على التوقف، ومن ثم ينزل أفراد من الخلية وينقلوا الإسرائيلي إلى سيارتهم، ومن ثم العودة لنابلس وتسليمه إلى آخرين كانوا بانتظارهم في منطقة متفق عليها، ليتولوا مهمة إخفاءه، وهنا ينتهي دور الخلية العسكرية.

وبعد إشارة وصلت الخلية من الأسير زيد عامر الذي تولى مهمة استكشاف المكان والتأكد من خلوه من الجنود، خاصة على مدخل "بيت فوريك" حيث توجد نقطة عسكرية وبرج مراقبة، قاد الأسير سمير الكوسا السيارة نحو الطريق الالتفافي الموصل لمستوطنة "ألون موريه" شرقي نابلس وإلى جانبه جلس الأسير يحيى الحاج حمد، فيما كان الأسير كرم المصري يجلس في الخلف.

مرت سيارة يقودها مستوطن وإلى جانبه تجلس سيدة وفي الخلف هناك أطفال.. تأكد الحاج يحيى من كونهم مستوطنين، فالسائق يعتمر القبعة الخاصة بهم على رأسه.. أعطى أمرا للكوسا بالتضييق عليها لإجبارها على التوقف، وبعد مسافة ليست بالطويلة توقفت.. فنزل الحاج حمد وبدأ بإطلاق النار عليها متعمدا أن لا يصيب أحد بجروح.. فيما فتح المصري -الذي كان يحمل مسدسا في يده- الباب بجانب السائق وضع يده على حزام الأمان لنزعه وإخراج المستوطن، لكن الأخير أمسك بيد كرم وحاول خنقه.. إذ على ما يبدو كان مدربا جيدا كونه يخدم في الجيش الإسرائيلي.

لم يكن أمام الحاج يحيى من سبيل إلا بتخليص كرم، فتوجه سريعا إلى الشباك المقابل حيث تجلس زوجة المستوطن، ووجه بندقيته صوبه وأطلق عليه أكثر من 10 رصاصات من مسافة قصيرة جدا، ورجع قليلا للخلف وقتل المستوطنة، فيما نظر للأطفال وتركهم دون أي أذى.

خلال تلك العملية التي لم تتجاوز مدتها دقيقتين أصيب كرم برصاصتين في كف يده وساعده، وثالثة أصابت المسدس الذي كان يحمله فتفكك إلى قطع وسقط على أرضية السيارة.. وعادوا مسرعين إلى السيارة ومنها إلى نابلس.

وأكد المنفذون أن موقع العملية قريب جدا من قرية سالم وبيت فوريك.. هناك سمع الأهالي إطلاق النار، المهمة لم تكن صعبة على الذين تتبعوا السيارة للحصول على معلومات، فالسيارة عمومي "صفراء" تابعة لأحد مكاتب التاكسيات في نابلس.. وتمت متابعتها فلسطينيا حتى نزل أفراد الخلية منها في المنطقة المتفقة عليها، وتابع السائق القيادة حتى ميدان الشهداء، حيث غسلها هناك كما كان يفعل دوما، ومن ثم اتجه إلى صالون للحلاقة ومنها للبيت.

وختاما، أفراد الخلية رغم كل ما مروا به من ظروف بالغة التعقيد والملاحقة التي تعرضوا لها وكذلك الأخطاء التكتيكية التي وقعوا بها، إلا أنهم فخورين بما قاموا به، وأبلغوا كل من التقى بهم أن "عمليتهم كانت ردًا على جريمة حرق عائلة دوابشة ودفاعا عن القدس والأقصى".

البث المباشر