تحدثت الصحافة الإسرائيلية امس الثلاثاء عن إقالات واستقالات أطاحت بجنرالات إسرائيليين، وكشف المراسل العسكري لصحيفة هآرتس غيلي كوهين أن رئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) الجنرال إيلي بن مائير قدم استقالته عقب نشوب خلافات في الآراء مع قائد الجهاز الجنرال هرتسي هاليفي حول طبيعة العمل داخل أقسام الجهاز الاستخباري.
وقد اطلع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت على الموضوع، وصادق على استقالة بن مائير الذي عمل في السابق في مناصب عسكرية وأمنية عديدة لمدة ثلاثين عاما، والبحث جار عن بديل له.
وأشار مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون أن بن مائير -الذي عمل ضابطا للاستخبارات في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي المسؤولة عن قطاع غزة سابقا- ركز عمله خلال الأشهر الماضية على متابعة التطورات المتلاحقة في الدول العربية المحيطة بإسرائيل.
كما رصد الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العظمى، بالإضافة إلى منحه حيزا واضحا من عمل الاستخبارات الإسرائيلية لملاحقة نشاطات حركة المقاطعة العالمية ضد إسرائيل المعروفة باسم "بي.دي.أس" التي تسعى لنزع الشرعية عنها.
وتعد شعبة الأبحاث المنصب الثاني الأكثر أهمية وخطورة، ومن مهامه تقديم تقديرات الموقف للمستوى السياسي في إسرائيل، وهو المسؤول عن تقديم التقديرات الأمنية والاستخبارية أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع وأعضاء المجلس الوزاري المصغر.
وفي سياق متصل، ذكر المراسل العسكري في صحيفة معاريف يوحاي عوفر أنها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها جهاز الاستخبارات العسكرية ضجة كبيرة من هذا النوع، فقبل ستة أشهر قررت قيادة الجهاز إلغاء تعيين ضابط كبير في وحدات الاستخبارات العسكرية عقب فشله في اختبارين لكشف الكذب.
وكان متوقعا أن ينال منصبا استخباريا رفيع المستوى، لكن القرار ألغي في اللحظات الأخيرة لأنه لم يصدق عند سؤاله عن تناوله للمخدرات، وعلاقته مع الصحفيين، وإمكانية تسريبه لمعلومات أمنية إلى جهات ليست ذات اختصاص.
ونقل مراسل نفس الصحيفة نوعام أمير عن مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن قرار الإقالة الأخير لرئيس هيئة الدفاعات الصاروخية يائير رمتي جاء عقب تركه معلومات أمنية وعسكرية حساسة وخطيرة على حاسوبه الشخصي، مما كان سيتسبب في خطر كبير على أمن إسرائيل، ولذلك كان لا بد من قرار إقالته رغم أنه قرار صعب جدا.
وأشار المرسل إلى أن رمتي ارتكب مخالفات من هذا القبيل أكثر من مرة، ولو أن المعلومات التي كانت موجودة في حاسوبه الشخصي وصلت إلى جهات أجنبية، كانت ستصيب أمن إسرائيل بأضرار فائقة، وفق تعبيره.
وزاد مراسل معاريف أنه تم إبلاغ الجهات الأميركية ذات العلاقة بقرار إقالة يائير، رغم أنه يعتبر من أكثر خبراء الصواريخ مهنية وخبرة على مستوى العالم.